تقارير تتحدث عن خلافات الرياض وأبو ظبي

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، بعد تقارير حول خلافات بين دول مجموعة أوبك+، إن قرارات إنتاج النفط التي يتخذها التحالف تعكس التوافق داخله وذلك بعد أن أفاد مصدران مطلعان لوكالة رويترز بأن التقرير الإعلامي الذي ذكر أن الإمارات تفكر في مغادرة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) “بعيد عن الحقيقة”.

في حين قلل وزير الخارجية السعودي من أهمية تقرير صحيفة وول ستريت جورنال حول وجود خلاف بين السعودية والإمارات بشأن عدد من القضايا من بينها أوبك واليمن.

*شراكة بين الرياض وأبوظبي

حيث قال وزير الخارجية السعودي للصحفيين في لندن: “جميع القرارات في أوبك وأوبك+ تُتخذ عبر حوار مكثف جداً بين جميع الشركاء.. كل بيان أراه من جميع الشركاء في أوبك+ يعكس ذلك التوافق”، في إشارة إلى التحالف الذي يضم أوبك ودولاً أخرى من بينها روسيا. كما هون من شأن فكرة وجود خلاف أوسع نطاقاً بين السعودية والإمارات.

قال: “لدينا شراكة قوية جداً بين الإمارات والمملكة. هل نتفق على كل شيء طوال الوقت؟ ربما لا. لكن التقارير عن وجود خلاف، التي غالباً ما تكون مبالغة وعادة تستند إلى مصادر غير معلنة، لا تدرك مدى عمق العلاقة”. وكرر ما قاله وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان حول استمرار العمل باتفاق أوبك+ الحالي المتعلق بإنتاج النفط حتى نهاية العام.

أضاف الأمير فيصل: “نقول دوماً إننا ملتزمون بسوق مستقرة.. (وزير الطاقة) يشعر بأن السوق ليست بحاجة إلى تغييرات في الإنتاج حتى نهاية العام”.

كانت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، قد قالت الجمعة 3 مارس/آذار 2023، إن التحالف السعودي الإماراتي يشهد تباعداً على مختلف الأصعدة، فيما فشلت جهود لتقريب وجهات النظر بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

بحسب الصحيفة الأمريكية، يتنافس البلدان على الاستثمارات الأجنبية والنفوذ في أسواق النفط العالمية، مما يهدد بإعادة ترتيب التحالفات داخل منطقة الخليج الغنية بالنفط، بالتزامن مع الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي رفع أسعار النفط الخام وعصف بعملية صنع القرار داخل منظمة أوبك.

إذ قالت مصادر مطلعة للصحيفة، إن مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، المقرب من الأمير محمد بن سلمان، قد سافر إلى المملكة مراراً للقاء ولي العهد. لكن الشيخ طحنون فشل في تهدئة التوترات.

محمد بن سلمان يحضر حفلاً صاخباً

أردفت بعض المصادر أنه فشل في لقاء ولي العهد السعودي خلال واحدةٍ على الأقل من تلك الرحلات، وذلك عقب القمة التي جمعت قادة المنطقة في أبوظبي، دون حضور ولي العهد.

بحسب الصحيفة، فإن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (61 عاماً)، كان مرشداً لولي العهد السعودي (37 عاماً)، في وقتٍ من الأوقات، حيث اجتمعا قبل بضع سنوات في رحلة تخييم ليلية داخل الصحراء السعودية الشاسعة، وصاحبتهم خلالها مجموعة من الصقور المدربة، لكن طرق الرجلين افترقت مؤخراً.

ملف اليمن

تتمحور أكثر الخلافات حدةً حول مسألة اليمن، الذي شهد تدخُّل التحالف العسكري العربي بقيادة السعوديين والإماراتيين عام 2015، وتريد الإمارات الاحتفاظ بوجودٍ استراتيجي على الساحل الجنوبي للبلاد، من أجل إسقاط تأمين المسارات البحرية من موانئها إلى بقية دول العالم، وفقاً للمسؤولين الخليجيين.

في ديسمبر/كانون الأول، أبرمت الإمارات اتفاقاً أمنياً مع الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية. يسمح الاتفاق للقوات الإماراتية بالتدخل في البلاد في حال وجود تهديدٍ وشيك، وتدريب القوات اليمنية داخل الإمارات، وتعميق التعاون الاستخباراتي، وفقاً لمسؤولين سعوديين وإماراتيين وغربيين. وتسعى الإمارات كذلك إلى بناء قاعدةٍ عسكرية ومدرج طائرات فوق جزيرة في مضيق باب المندب، عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، بحسب المسؤولين الخليجيين.

اعترض المسؤولون السعوديون على الاتفاق الأمني وخطط بناء القاعدة سراً، بحسب المسؤولين الخليجيين. حيث يرى السعوديون أن الإماراتيين يتحركون بما يتعارض مع هدف الرياض الرئيسي، المتمثل في تأمين حدودها الممتدة بطول 1287 كيلومتراً، ووقف هجمات المسيَّرات والصواريخ الحوثية.

ورداً على ذلك، نشر السعوديون قوات سودانية من التحالف العربي داخل مناطق قريبة من العمليات الإماراتية، في خطوةٍ اعتبرها المسؤولون الإماراتيون بمثابة تكتيك للترهيب، على حد تعبير المسؤولين الخليجيين.

ملف الطاقة

عندما لم يحضر الشيخ محمد قمةً مع الصين في الرياض خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2022، يقول المسؤولون السعوديون إنهم فسروا غيابه كعلامةٍ على الاستياء الإماراتي من ارتفاع المنافسة في اليمن.

كما دخل السعوديون والإماراتيون في جدالات حول قضايا الطاقة خلف الأبواب المغلقة، باعتبارهما من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم.

إذ إن منظمة أوبك، التي تقودها السعودية، تُلزِم الإمارات بضخ كميات وقود أقل بكثير من قدرتها؛ مما يضر بعائدات الإمارات النفطية، بحسب الصحيفة.

فيما قالت وفود “أوبك” إن الإمارات تضغط من أجل ضخ مزيد من النفط، لكن السعوديين يرفضون ذلك، بحسب الصحيفة.

يقول المسؤولون الإماراتيون إن بلادهم تجري نقاشات داخلية حول الانسحاب من منظمة أوبك، في قرار قد يهز استقرار المنظمة ويُقوّض نفوذها على أسواق النفط العالمية. وتناقش القيادة الإماراتية فكرة الانسحاب من أوبك منذ سنوات دون تحرك، لكن المسؤولين الإماراتيين يقولون إن الخلافات الأخيرة مع السعودية أعادت إحياء الفكرة.

أرامكو الحوثيون السعودية

بحسب الصحيفة، فقد اصطدم الإماراتيون بالسعوديين في أكتوبر/تشرين الأول 2022، عندما قررت منظمة أوبك+ خفض إنتاج النفط بشكلٍ كبير، من أجل رفع أسعار الخام.

ودعمت الإمارات قرار خفض الإنتاج في العلن. لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن الإماراتيين أخبروهم سراً بأنهم كانوا يرغبون في ضخ مزيد من النفط، بما يتماشى مع رغبات واشنطن، لكنهم واجهوا مقاومةً من السعودية. ومنذ ذلك الحين، يقول مسؤولو الطاقة في الخليج إن الإمارات تضغط على أوبك+ سراً لزيادة الإنتاج.

من ناحيتها، ضغطت السعودية على الشركات الأجنبية لتنقل مقراتها الإقليمية إلى المملكة، في تحدٍّ لمكانة دبي كمركزٍ دوليٍ للأعمال داخل المنطقة.

مقالات ذات صلة