توفي تيد كازينسكي، الملقب بـ”يونابومبر”، عن عمر 81 عاما، وهو شخص أرسل طرودا ملغمة خلال أواخر السبعينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي لعدة جهات في الولايات المتحدة، ويعرف بأنه شخص “كاره للتكنولوجيا”، ويعتبر الثورة الصناعية “كارثة” على البشر، على ما ذكرت وسائل إعلام أميركية.
وعُثر على تيد كازينسكي، الذي تسبب إرساله طرودا مفخخة بصدمة في الولايات المتحدة بين 1978 و1995، ميتا في زنزانته عن عمر 81 عاما، وكان لافتا كرهه للتكنولوجيا، وقد علق الملياردير الأميركي ومؤسس شركتي تسلا وسبيس أكس، إيلون ماسك، على ذلك قائلا إنه “ربما لم يكن مخطئا”.
وذكرت مجلة “فوربس” في تقرير مطول أن “إيلون ماسك، رجل الأعمال الذي يبني بعضا من أكثر التقنيات تقدما التي شهدها العالم على الإطلاق، أشار إلى أن يونابومبر ربما كان على حق بشأن ظهور التكنولوجيا التي تسببت في العديد من المشاكل للبشرية”.
وكتب ماسك على تويتر “ربما لم يكن مخطئا”، في إطار تعليقه على تغريدة عن تيد كازينسكي، الذي توفي في السجن، السبت.
وجاء تعليق ماسك ردا على المؤثرة المحافظة، آشلي سانت كلير، التي غردت اقتباسا من كازينسكي: “الثورة الصناعية وعواقبها كانت كارثة على الجنس البشري”.
وتقول فوربس إن “تعاطف ماسك الواضح مع أفكار كازينسكي سيفاجئ بالتأكيد العديد من محبي رجل الأعمال والملياردير، الذي يمتلك ويدير شركات التكنولوجيا الكبرى مثل منصة التواصل الاجتماعي، تويتر، وشركة السيارات الكهربائية، تسلا، وشركة استكشاف الفضاء سبيس إكس”.
ويدير ماسك أيضا شركة “Neuralink”، التي حصلت على موافقة مؤخرا لإجراء تجارب بشرية باستخدام رقائق الدماغ، بالإضافة إلى شركة ذكاء اصطناعي تأسست حديثا تسمى X.AI، ولم تكن أي من هذه الشركات ممكنة لولا الثورة الصناعية، وفقا لفوربس.
وأوضحت فوربس أن “كازينسكي، الذي كان يعيش في كوخ بولاية مونتانا، كانت دوافعه وراء عمليات القتل متجذرة في كراهية العالم الحديث والتكنولوجيا. وجعلت هذه الكراهية كازينسكي بطلا شعبيا بالنسبة لبعض الناس من مختلف التوجهات، الذين يرون أن نظرته للعالم صحيحة بشكل أساسي. لكن من الغريب بالتأكيد أن نرى شخصا مثل ماسك، الذي جنى ثروته من عالم التكنولوجيا يتفق مع أفكار يونابومبر”.
وذكرت “أن بي سي نيوز”، أن يونابومبر نشر بيانا في واشنطن بوست ونيويورك تايمز مناهض للتكنولوجيا، وإن عبارة “الثورة الصناعية ونتائجها كانت كارثة للجنس البشري”، والتي اقتبستها سانت كلير، كانت السطر الأول من بيان يونابومبر.
ولفتت فوربس إلى أنه تم إرسال بريد إلكتروني إلى تويتر بأسئلة حول موقف ماسك من يونابومبر، دون الحصول على رد.
ومن جانب آخر، قال مصدر لـ”إيه بي سي نيوز” إن يونابومبر ربما انتحر في السجن، و”إنه يجري التحقيق في الوفاة على أنها انتحار، لكن رسميا لا يوجد سبب للوفاة حتى الآن”.
وقالت إيه بي سي نيوز إن بيان يونابومبر الذي نشر في نيويورك تايمز وواشنطن بوست مؤلف من 35000 كلمة.
والتحق كازينسكي بجامعة هارفارد في سن 16 عاما، وحصل على درجة الدكتوراه في الرياضيات من جامعة ميشيغان، وهدد أيضا بتفجير طائرات، وفقا لمكتب التحقيقات الفيدرالي.
وقالت السلطات الأميركية إنه نشأ في شيكاغو، حيث أرسل الطرد المفخخ الأول، وقام بالتدريس في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، حيث ترك طردين مفخخين، وكان يعيش في سولت ليك سيتي، التي كانت أيضا هدفا بطروده المفخخة.
واعتبارا من العام 1978 وعلى مدى 18 عاما، أرسل كازينسكي عالم الرياضيات من جامعة هارفارد 16 قنبلة في طرود إلى أشخاص وشركات مختلفة، ما تسبب بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 23 بجروح. وبعد مطاردة طويلة، ألقي القبض عليه في العام 1996 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في العام 1998.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلا عن المكتب الفيدرالي للسجون، أن كازينسكي وجد فاقدا لوعيه في زنزانته صباح أمس السبت، وأن سبب وفاته ما زال غير معروف.
وبعدما احتجز لفترة طويلة في سجن شديد الحراسة في فلورنس بولاية كولورادو، المعروف بإيوائه سجناء مشهورين مثل زعيم المخدرات إل تشابو، الذي نقل، في عام 2021، إلى منشأة صحية بالسجن في ولاية كارولاينا الشمالية.
وكان ثيودور (تيد) كازينسكي عالم رياضيات لامعا تحول إلى “ناسك” وصنّع قنابله الخاصة في كوخ في جبال ولاية مونتانا (شمال غرب) قطعت عنه المياه والكهرباء، وفقا لفرانس برس.
وفي بداية الأمر، استهدف أكاديميين جامعيين وشركات طيران، ما يفسر لقب “يونابومبر” الذي أعطي له (للإشارة باللغة الإنكليزية إلى تفجيره لجامعات وشركات طيران).
وفي سبتمبر عام 1995، بعدما وعد بوقف إرسال قنابل، نشرت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست البيان الطويل، والذي عبر فيه عن كرهه للتكنولوجيا وللعالم الحديث.
وخلال قراءته البيان، لاحظ أحد سكان الساحل الأميركي الشرقي، ديفيد كازينسكي، أوجه شبه بين النص ونصوص قديمة كان يكتبها شقيقه، ثيودور، الذي انقطع عن أسرته قبل سنوات. فأبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) ما أدى إلى توقيف تيد كازينسكي، في أبريل من عام 1996.
ورغم تشخصيه بالفصام المصحوب برهاب الاضطهاد، حكم عليه، في عام 1998، بالسجن مدى الحياة بعد إقراره بالذنب.