تناولت صحيفة “جيروزاليم بوست” الاسرائيلية قرار وزارة الدفاع الأمريكية بارسال المزيد من المقاتلات الجوية من طراز “اف 16” الى منطقة الخليج في ظل التحرشات الإيرانية بالسفن، والقلق الأمريكي من تزايد العلاقات بين الروس والإيرانيين والسوريين في المنطقة، وهو ما قالت الصحيفة إنه “مؤشر على أن واشنطن لا تنسحب من المنطقة مثلما هو شائع”.
وذكّر التقرير الإسرائيلي، بقرار واشنطن إرسال المقاتلات الاضافية، لتأمين السفن في مضيق هرمز والخليج، لكنه تساءل ما الذي ستقوم به الطائرات الأمريكية في حال استمرت إيران بمحاولة خطف السفن.
ولفت التقرير إلى أن واشنطن تشعر، بحسب مسؤول عسكري أمريكي، بقلق متزايد بشأن العلاقات المتنامية بين إيران وروسيا وسوريا عبر الشرق الأوسط، مضيفا أن الخطوة الجديدة جاءت بعد تقارير خلال شهر يونيو/حزيران عن إرسال الولايات المتحدة طائرات مقاتلة من طراز “اف-22” الى المنطقة.
وأشار التقرير إلى تصريح لمسؤول عسكري أمريكي يوم الجمعة الماضي، حول إرسال المقاتلات الجديدة، معتبرا أن هذا يعني أن الولايات المتحدة لديها الآن المزيد من الطائرات في المنطقة والتي يجب ان تكون اكثر من قادرة على الدفاع عن السفن، لكن التقرير تساءل ما هي قواعد الاشتباك التي تمتلكها المقاتلات وكيف سيتم استخدامها فعليا؟.
وتابع أنها ليست الطائرات الوحيدة التي قالت الولايات المتحدة مؤخرا انها ارسلتها الى المنطقة، مشيرا الى ان تعزيز المقاتلات يبدو أنه مرتبط بالتوترات مع روسيا في سوريا، وهو ما يعني أن واشنطن ملتزمة بشدة تجاه المنطقة، على الرغم من بعض التصورات بأن الولايات المتحدة تحول تركيزها إلى الصين وروسيا.
واضاف ان ايران وروسيا مستمرتان في امتحان تصميم الولايات المتحدة، حيث تعمل موسكو على زيادة اشكال مختلفة من “التفاعل الخطير” في سوريا، مشيرا الى التواجد العسكري الأمريكي في قاعدة التنف في سوريا بالقرب من الحدود الاردنية، والى التواجد الامريكي في الشرق السوري لدعم قوات سوريا الديمقراطية.
ولفت الى ان روسيا تساهم الآن في زيادة التوترات الامريكية مع إيران والنظام السوري.
ونقل التقرير عن مسؤول عسكري أمريكي قوله إن إرسال طائرات “اف-16” هدفه المساعدة في تعزيز القوات فوق الخليج، وهي ستوفر حماية جوية للسفن التي تتحرك عبر الممر المائي وستزيد من قدرة الجيش الأمريكي على مراقبة المنطقة، كرادع إيران.
ولفت التقرير ايضا الى وجود طائرات امريكية من طراز “ايه-10″ التي تحلق فوق مضيق هرمز ومناطق الخليج الأوسع منذ اكثر من اسبوع، والآن تنضم اليهم الـ”اف-16” لتعزيز هذا الوجود.
لكن التقرير لفت إلى أنه بإمكان هذه الطائرات الامريكية ان تحلق فوق الخليج وتجعل السفن تشعر بالامان، الا انه من غير الواضح ما الذي ستفعله في حال استمرت إيران في محاولة اختطاف السفن، مشيرا الى ان ايران حاولت خطف سفينتين في الأسبوع الماضي، بينما تعرضت العديد من السفن الاخرى منذ العام 2019 الى الخطف في حين نفذت طهران هجمات بطائرات مسيرة والالغام الى جانب انها تستخدم القوارب السريعة للتحرش بالسفن واحيانا تستخدم المروحيات لانزال قواتها على متن السفن المستهدفة.
واشار التقرير الى ان الولايات المتحدة تستخدم ايضا طائرات مسيرة في سوريا لملاحقة عناصر داعش وتنفيذ عمليات أخرى. وذكر بان روسيا تحرشت مؤخرا بعدة طائرات استطلاع أمريكية مؤخرا في شمال غرب سوريا.
وختم التقرير بالقول أن القيادة المركزية الأمريكية استكملت مؤخرا مناورة مع الجيش الاسرائيلي في اطار تدريبات واسعة أطلق عليها اسم “جونيبر اوك”، والتي قالت الولايات المتحدة انها اظهرت الاستعداد الأكبر لتعزيز القدرات العملياتية المشتركة في المجال الجوي والفضاء الالكتروني.
وتابع التقرير أن الولايات المتحدة دخلت أيضا في شراكة عسكرية مع الأردن مؤخرا، كما اجرت عمليات تدريبية الى جانب بريطانيا في الخليج مع البحرين والكويت والسعودية وذلك في إطار قوة متعددة الجنسيات.
وتقول القيادة المركزية الامريكية انها تعمل ايضا مع الجيشين العراقي واللبناني كجزء من تمرين “الاتحاد الحازم 2023”.
وخلص الى القول انه في ظل كل هذه التطورات، فإنه من الواضح المستوى العالي من النشاطات العسكرية الأمريكية في المنطقة في الفترة الأخيرة.