الصراع المسلح بين الكورد والعرب في سوريا “يُحيّر” واشنطن

اعتبرت مجلة “نيوزويك” الامريكية، يوم الأحد، إن الصراع المسلح الأخير الذي اندلع بين القوات الكوردية والعشائر العربية في محافظة دير الزور السورية، مع استمرار الحيرة الامريكية في التعامل مع هذا التطور، في ظل تداخل أدوار القوات الايرانية والتركية والسورية، ومع وجود تنظيم داعش، هو بمثابة فيلم متكرر وبلا نهاية امام الولايات المتحدة.

وبعدما أشارت المجلة الأمريكية إلى ان الاهتمام بأخبار سوريا كان تراجع بشكل واسع، وأن الصحافة الدولية صارت تركز على اخبار التقارير الدورية التي يقدمها مسؤولو الامم المتحدة الى مجلس الامن الدولية، والحافلة بالتحذيرات بشأن الازمة الانسانية واستمرار العنف، وتدهور الليرة السورية، أوضحت ان الاسابيع القليلة الماضية شهدت عودة التجارب والمحن السورية الى الصفحات الاولى.

ولفت تقرير المجلة الصادر تحت عنوان “الولايات المتحدة محاصرة في فسيفساء سوريا”،   إلى أنه “برغم ان الحرب الاهلية بين حكومة الدكتاتور بشار الاسد ومعارضيها المسلحين قد انتهت بدرجة كبيرة، الا ان الكثير منها ما زال مستمرا، موضحا ان “القصة الأكثر اهمية جرت في دير الزور التي تضم معظم احتياطيات البلاد من النفط والموارد الزراعية، والمقسمة من خلال نهر الفرات، بين القوات الموالية للحكومة وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة”.

وبالاضافة الى ذلك، اشار التقرير الى ان “دير الزور كانت بمثابة منطقة مهمة تحت سيطرة تنظيم داعش تحت “خلافته” التي انتهت قبل أربع سنوات، ومنذ ذلك الوقت، تحكم الادارة التي يسيطر عليها الكورد المنطقة، وذلك بالتعاون مع العشائر العربية التي تتمتع بنفوذ كبير في المنطقة”.

إلا أن التقرير ذكر ان “المشكلة هي أن العلاقات بين الكورد والعشائر العربية لم تكن وردية بتاتا، مشيرا إلى ان “المقاتلين الكورد كانوا مترددين في توسيع حملتهم العسكرية ضد داعش الى دير الزور لهذا السبب بالتحديد، لكن في نهاية الامر جرى اقناعهم (او ربما الضغط عليهم) من قبل داعميهم الأمريكيين لوضع هذه المخاوف جانبا.

واضاف ان العلاقة الكوردية -العربية لم تكن قوية، الا انها ولدت بدافع الضرورة لأن خلافة داعش كانت بمثابة عدو مشترك يجب القضاء عليه، ولهذا عمل الطرفان معا بشكل جيد من اجل انجاز هذا الهدف.

وفي ظل تلاشي العدو المشترك، برزت خلافات بين الكورد والعرب، حيث اشار التقرير الى ان العشائر العربية لديها الكثير من المظالم ضد الادارة الكوردية، إذ تقول مصادر ان العشائر طلبت من الولايات المتحدة دفع الكورد لمنحهم المزيد من السيطرة، ان لم يكن الحكم الذاتي، إلا أن واشنطن تجاهلت ذلك في معظم الأحيان، متخوفة من آثار تغيير الترتيب القائم منذ سنوات والذي تعتقد واشنطن أنه نجح بشكل جيد نسبيا.

ومع ذلك، ذكر التقرير أن كل ذلك انهار منذ أواخر أغسطس/آب الماضي، عندما حصلت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكورد، على معلومات استخباراتية تفيد بان رئيس مجلس دير الزور العسكري، المعروف باسم “ابو خولة” كان يسعى لطرد السلطات الكوردية وفرض سيطرته الخاصة، فاعتقله الكورد الى جانب بعض كبار مساعديه، مما احبط تنفيذ خطته، الا ان ذلك أشعل “ثورة صغيرة” في دير الزور ضد الحكم الكوردي، فأرسلت قوات سوريا الديمقراطية تعزيزات لقمعها.

مقالات ذات صلة