الغرب يُعيد إنتاج أدواته الدموية في روسيا انتقامًا لهزائمه في أوكرانيا وإسرائيل

للكاتب صلاح السقلدي

قد لا نحتاج الى ادلة لنثبت حقيقة أن الإرهاب  صنيعة أمريكية غربية صهيونية، ولكن نافلة في القول والتأكيد نذكّر الذين يحاولون لي عنق الحقائق وتزييفها لحسابات خبيثة وحرف بوصلتها.فعلى وقع الهجوم الارهابي الإجرامي الذي تعرضت له العاصمة الروسية موسكو   هناك ثمة تساؤلات صارخة تطرح نفسها بقوة، ليس لغرض الاجابة، بل هي أسئلة استنكارية تُطرح من باب تسليط الضوء أكثر على مصدر الارهاب وكيف أنه يتخطى اصحابه بشكل  مكشوف ولا يستهدفه ،برغم المسافة صفر التي تفصله عنه.  فعلى سبيل المثال فأن  فتنظيم (داعش سوريا) الذي تبنى العملية والذي تم تمويله خليجيا وتركيا وغربيا لإسقاط الدولة السورية يوجد على مسافة مرمى حجر من إسرائيل داخل الأراضي السورية، ومع ذلك لم يستهدف الدولة التي تحتل وتدنس واحدا من اطهر المقدسات الاسلامية القدس الشريف والمسجد الاقصى.

فقد ذهب هذا التنظيم الى مسافة آلاف الكيلومترات بالعمق الروسي ليمارس فظائعه المعهودة! ولم نسمع يوما ما أن هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الارهابية المتواجدة في سورية والعراق ومصر ولبنان (أذرع الغرب الصهيوني) قد تحدث عن عزمه مهاجمة دولة الاحتلال الاسراىيل مع انه تنظيم يزعم زورا وكذبا انه حامى حمى الإسلام ومقدساته ، ولم نسمع أن هذه الدولة الصهيونية التي تمارس إرهاب الدولة ضد الشعب الفلسطيني قد أعلنت يوما عن تخوفها من هذه التنظيمات القابعة على تخومها مثلما تتخوف من الوجود اللبناني( قوات حزب الله) في سوريا والقوات الايرانية هناك. ولم تشن هذه الدولة الصهيونية أي هجوم على مواقع تلك التنظيمات الارهابية في سوريا مثلما تهاجم القوات السورية واللبنانية والإيرانية هناك .

ولكن مالغرابة في ذلك، فلا يمكن  أن أحدا يهاجم نفسه ويقطع ذراعه ويحطم سلاحه؟ ولماذا اصلا ستهاجم إسرائيل اتباعها وركاىزها وهي ومعها أمريكا والغرب تسمانهم وتمدانهم بكل أسباب القوة والبقاء لتدمير الدول العربية والإسلامية مثل حصل في العراق وليبيا وغيرهما..؟ بل ان جرحى تلك الجماعات الارهابية تلوذ الى داخل إسرائيل لتلقي العلاج هناك.فتل أبيب هي ملاذ الخونة والإرهابيين كما فعل ذات يوم ما عناصر ما كان يُسمى بجيش لبنان الجنوبي وقائده أنطوان لحد  الذي انتهى به المطاف بائعا للفلافل في احد شوارع تل أبيب، وتلك نهاية طبيعية لهذا النوع من البشر.

 وكذلك كانت نهاية تنظيم اصحاب القبعات البيض  الاستخباراتي الذي تقمص مسوح الإنسانية في سوريا اثناء سنوات العدوان الإرهابي الدولي على سورية وانتهى به المطاف هو الآخر في قارعة العار والانكشاف بعد ان تنكر له أصحابه بما فيهم اسرائيل ،وانتهى مصير رئيس هذا التنظيم الاستخباراتي الغربي البريطاني( جيمس لو ميسورير) الحاصل على وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة ضابط تقديرا  لجهوده في إنشاء ذلك الكيان جثة هامدة في منزل مهجور بتركيا.

وبالعودة الى هجوم موسكو فهناك  عملية إعادة تنشيط دور الإرهاب يقوم بها الغرب واسرائيل بعد الهزائم المتلاحقة لهم في أوكرانيا، وردا على المواقف الروسية المنحازة للشعب الفلسطيني والمناوئة للجرائم الإسرائيلية في غزة والضفة،كما فعل هذا الغرب تماما بوجه روسيا الإتحاد  السوفييتي  منذ نهاية السبعينات في أفغانستان. ومؤكد ان سهم الإرهاب سيرتد  إلى نحر من أطلقه كما حدث  من قبل حين تجرعت أمريكا والغرب من نفس الكأس بعد انتهاء سنوات العسل بينهم وبين الإرهاب في جبال تورا بورا واليمن والعراق والجزائر ومصر وغيرها وغيرها من البقاع التي غرست فيه أمريكا هذه النبتة الشيطانية باعتراف واشنطن نفسها على  لسان وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

مقالات ذات صلة