حراك الجامعات الأمريكية طوفان التحولات القادم من عمق الصهيونية الامريكية

للكاتب حسناء نصر الحسين

بعد مضي أكثر من مئتي يوم على حرب الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني كثرت فيها القراءات والتحليلات والتأويلات لأكثر وأكبر حدث في عصرنا الحديث لناحية حجم الإجرام الذي مارسته دويلة الكيان وحجم التخاذل الدولي الذي تخلى عن كل مبادئه وأعرافه وقوانينه لتغطية جرائم هذا الكيان وحمايته وعدم تجريمه وفق النصوص المعمول بها في منظمة الأمم المتحدة .الا أن هذه النصوص تفقد قيمتها ولم تعد تساوي الحبر الذي طبعت به عندما تقوم دول صاغت الأفكار ورسمت خارطة استعمار جديد من بوابة هذه القوانين التي لا تطبق الا على الدول المناهضة للهيمنة الأمريكية.

ومع مرور أيام هذه الحرب وما فشلت في إخفائه مكنات الإعلام العالمية التي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني بات واضحاً لدى الرأي العام العالمي حجم الإجرام الاسرائيلي بحق أبناء فلسطين وحجم المجازر المكررة يوميا في غزة التي لم يسلم منها حتى سكان القبور، وهنا من المهم الإشارة إلى أحدث وافظع جرائم عصرنا الحديث الذي تفنن بها وابدع الكيان الاسرائيلي في عدوانه على غزة  المتمثلة بنكش القبور وسرقة أعضاء الشهداء بل قام الكيان الاسرائيلي بأفظع من ذلك من خلال سلخ جلودهم من ظهورهم لاستخدامها في عمليات الترميم والتجارة بأعضاء شهداء أبناء غزة الذين دفنوا في محيط المستشفيات ، بعد كل هذا الإجرام بحق الإنسانية جمعاء ما زلنا نرى الدعم الغير محدود لهذا الكيان المجرم .

أمام هذا الحجم غير المقبول من الجرائم والانتهاكات للصهاينة كان على الشعوب الحرة أن تنتفض وتدعم أبناء غزة وتطالب بوقف آلة القتل والاجرام الإسرائيلية فظهرت المظاهرات الكبرى والتي شكلت  حالة غير مسبوقة من الحراك المحق في كبرى الجامعات الأمريكية لتفعل الشعارات الأمريكية والغربية الداعية لاحترام حقوق الإنسان ومن اهم حقوقه حق التعبير عن الرأي والتظاهر وحق تقرير المصير من خلال هذه المظاهرات في الداخل الأمريكي  التي تعتبر ألف باء السياسات الخارجية  الأمريكية الغربية  ، وعليها تم بناء  دول ” العالم الحر”.

وهذا ما سيكون له تداعيات كبيرة على مستقبل أمريكا في الحقب القادمة لأن هذه المظاهرات الرافضة لدعم أمريكا لإسرائيل في هذه المذابح خرجت من  مراكز ترسم فيها السياسات الأمريكية وهنا أعني جامعة هارفارد وغيرها من الجامعات الكبرى التي خرج طلابها وباحثيها لدعم الشعب الفلسطيني. وهنا يكون الدم الفلسطيني ساهم في تعرية كل الأكاذيب التي حاكتها الحكومة الأمريكية والكونغرس الهادفة لتلميع صورة إسرائيل الديموقراطية التي تعيش في وسط عالم من الديكتاتوريات بما يهدف لتأمين الدعم اللازم لاستمرار هذا الكيان وتأمين رأي عام غربي يسانده في احتلاله ويبرر جرائمه .

وهنا لابد من الإشارة إلى أن التضحيات التاريخية للشعب الفلسطيني منذ عام ٤٨ حتى يومنا هذا  لم تأخذ حقها كما هي اليوم فالدماء النازفة على طريق الكرامة حققت إنجازات كبيرة أولها:  تعرية هذا الكيان وفضح جرائمه وأكاذيبه وفشل المكنات الاعلامية العالمية بالتغطية على جرائمه لتصل المظلومية الفلسطينية إلى عقر دار الداعم الأمريكي والتي ستطيح به عاجلا ام آجلا من خلال إعادة رسم السياسات الأمريكية الخارجية المرتبطة بإسرائيل وهذا سينعكس على الشرق الأوسط برمته.

فقدان الشرعية الدولية لإسرائيل ولعل هذا أخطر ما يعاني منه الكيان حاليا ومستقبليا وهذا سيسهم في إعادة حق الشعب الفلسطيني في أرضه .وفشل استراتيجية اللوبي الصهيوني في  السيطرة على مراكز الدراسات والأبحاث وهذا ما اكدته المظاهرات الأمريكية الخارجة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا  وهارفارد وكولومبيا وجورج واشنطن  أي في مطبخ السياسات الامريكية ، ولا احد ينسى تأثير هذه المظاهرات على السياسات الأمريكية في حربها مع  فيتنام عام ١٩٦٨ .

مقالات ذات صلة