عندما تشهد الأشلاء على الإبادة في غزة

للكاتب اسيا العتروس

منذ أيام يستمر العثور على المقابر الجماعية في غزة و معها يستمر العثور  على وثائق الادانة لجيش الاحتلال على ما يقترف في حق الانسان  الفلسطيني في غزة .. قطع ادمية  لاطفال او نساء او كهول في اكياس بلاستيكية …أياد موثوقة وأخرى تحمل الابر الطبية  ما يؤشر الى انها دفنت حية ..أجساد انتهكت حرماتها ونزعت عنها ادميتها  وأخرى سلخت تماما وأزيح عنها جلدها ولعله نقل الى بنوك الجلود الادمية في مخابرالاحتلال ..وصور مرعبة عما يمكن ان يبلغه توحش البشرعندما يصاب الضمير الانساني و تنهار المؤسسات الدولية ويسود قانون الغاب …

والحقيقة أنها صور سبق لاطباء غزة ولكل الاطقم الطبية الاجنبية و المنظمات الانسانية و الحقوقية التي تمكنت من دخول القطاع ان حذرت منها وهي تستغيث  تباعا خلال تكرر اقتحامات قوات الاحتلال للمستشفيات  في غزة  استهدافها للمرضى والجرحى والاطباء و المسعفين وكل الذين لجأوا  الى المستشفيات من بحثا عن مكان يأوون اليه …و قد تحدث الاطباء عن استعمال الاحتلال اسلحة جديدة تتسبب في احتراق الجسم و تفتته …اسلحة تأتي من مختلف مصانع السلاح حتى أن الرئيس الاسرائيلي هرتسوغ لم يتردد  بالمفاخرة و المجاهرة في وضع توقيعه على عدد من الصواريخ التي تستعمل لقصف غزة  …

 وفيما يستمراخراج جثث الضحايا في المقابر الجماعية التي عثر عليها تباعا في محيط مستشفيات ناصر و الشفاء وغيرها  يستمر كشف الحقائق و اسقاط الاقنعة عن جيش الاحتلال الذي يفتقر لابسط مقومات الجيوش التي تحترم عدوها و تحترم  اخلاقيات و قوانين الحرب و تذكرنا بان هذا الجيش الذي يحظى بدعم القوى الكبرى كان و سيظل سليل  عصابات الشترن والهاغانه التي تأسست على القتل و امتصاص الدماء.ومن دون المبالغة فان الافظع لم يظهر بعد و أنه سيتعين توقع كل الممارسات الانتقامية التي تم اللجوء اليها في حرب الابادة على غزة ..

والارجح أنه سيتعين الاستعداد للصدمة القادمة عندما يكتشف المزيد بعد ان تمادت رائحة الموت في كل مكان دون أن يتحرك العالم  في الوقت المناسب لمنع وقوعها .بعد صور المقابر الجماعية المروعة  تواترت الدعوات الاوروبية و غيرها لاجراء تحقيق مستقل حول حقيقة المقابر الجماعية بعد أن بادرت جنوب افريقيا مجددا بالسير في هذا الاتجاه …و الواقع أن ما نشر حتى الان بشأن المقابر الجماعية من شانه أن يغني عن البحث عن أي أدلة أضافية تدين كيان الاحتلال …فاصوات الضحايا و الاشلاء تكاد تحاصرنا مطالبة بالقصاص و العدالة لاصحابها …

وفي الاثناء لا يبدو ان شيئا مما يحدث يحرج الاحتلال او يردعه او يعجل بتحرك الجنائية الدولية و رئيسها المدعي العام كريم خان الذي لم يحرك ساكنا ازاء هذه المقابر الجماعية و اشلاء الضحايا التي ستلاحق و تؤرق كل من اشتركوا في الجريمة و تواطؤوا بالصمت و الامبالاة او بتوفير بتوفير الحصانة أوالتزويد بالسلاح  و كل ما شجع كيان الاحتلال و جعله يعتقد أنه فوق كل محاسبة او مسائلة …

فغزة لم تبح بعد بكل ما تعرضت له من  كوابيس ومحن و مجازر طوال ستة اشهر… و في الانتظار فان خنساوات غزة لا يخفين ارتياحهن لاستعادة جثث فلذات اكبادهن لتكريمهم و توديعهم الوداع الاخير في قبور يمكنهم زيارتها ..ولا خلاف أن لعنة الشهداء واشلاء و دماء  الضحايا ستلاحق الجلاد في صحوته او غفوته …

مقالات ذات صلة