حرب الأكاذيب العظيمة.. ما قبل السقوط الإسرائيلي بقليل!

للكاتب خالد شــحام

 دخل العدوان على غزة سجلا جديدا في الأرقام القياسية السَّباقة بكل أصنافها وحجومها وتعدى مجرد (حرب ) تشنها دولة المجرمين على شعب محاصر أعزل لا يزال صامدا منذ أكثر من سبعة أشهر وسط جحيم من كل صوب ، لقد تم وصف هذه (الحرب ) بأنها حرب الذكاء الصناعي الأولى في العالم كمـا وكيفا ، وهي حرب الإبادة المتفردة بإلياذة التجويع الأبرز في القرن الحادي والعشرين ، وهي حرب الزعرنة الأكبرعلى كل القوانين والأعراف والأخلاق الإنسانية والدولية بشهادة كل سكان المعمورة ، هي حرب الفرجة والمشاهدة المجانية لكأس الموت في بث حي ومباشر على كل شعوب الأرض دون أن يفعل أحد شيئا .

والوصف الأكثر أهمية والذي ربما يتوجب الوقوف عنده طويلا هو أنها حرب الأكاذيب الكبرى ، حرب الأكاذيب الكبرى حيث تتفوق بعض الأكاذيب المنطوقة على صواريخ كروز وتوما هوك وتسبق الإف 35 ، حرب الأكاذيب المجنحة التي تحقق قصفا أشد ألف مرة من الصواريخ المجنحة الذكية.حيث يكاد المرء يشعر بالعجب وهو يستمع إلى تصريحات أعضاء الإدارة الأمريكية وأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي ذووي البشرة الناعمة المصقولة ،   من التصادمات في التصريحات وانقلابها على لسان ذات الشخص من فترة لأخرى أو حتى بعد ساعات قليلة إلى الحد الذي بتنا معه نعيد تقييمنا ونظرتنا إلى جدارة هذه الإدارة بأن تكون قائدة العالم والمسؤولة عن كل هذه الفوضى منذ سنوات غير قليلة .

فالرئيس جو بايدن يقول   بأن (اسرائيل ) تستخدم القذائف التي نزودها بها لقصف المدنيين ومراكز المساعدة   !  لقد توصل الرجل إلى اكتشاف مهم جدا ومفاجىء وذكي للغاية .وان نتنياهو قاتل الأطفال والنساء في آخر إطلالاته راح يتوعد ويهدد باقتحام رفح وبأنه أكثر قوة مع شعبه المفكك  وانهم موحدون ومستعدون للقتال بأظافرهم حتى لو انقطعت عنهم المساعدات الإجرامية الأمريكية ،لقد كشفت لنا غزة بأن مثل هؤلاء الكذابين تملأ هذا العالم من شرقة إلى غربه  .

وبموازاة هذا الحدث في هذا الكون فهنالك دوما الوجه المعاكس والشيء المضاد ، فكما هنالك ثقب أسود هنالك ثقب أبيض وكما هنالك الكذب فهنالك الصدق ، وكما  أن هنالك  حرب الكذب فهنالك أيضا ظاهرة اسمها هالة الصدق والوفاء والنور في الوجه ، منتجات نورانية ثانوية تحل عندما يحضر المؤمنون والصادقون والمقاومون  ، اسمعوا كلمات أبي عبيدة عندما يطل على شعوب الهزيمة ليمنحها رحيقا من امل وكيف يحيي فيها الروح بعد أن يأست من امر الله ، انظروا إلى وجه سيدة  أو صبية من غزة وهي ترفع كفيها الى السماء تحتضن شهيدا أوإثنين وكيف تعمل زلزلة دعائها على تطهير كل الفضاء حتى أمتداد جناحي جبريل عليه السلام ، انظروا إلى طلة مقاتل من أبناء غزة وهو يرمي الياسين وكيف يشفي صدونا المتعبة ببعض هواء الحرية .

ففي هذا العالم الكذاب الكذوب كل ما ترونه هو محض افتراءات وجرعات من الأكاذيب مسحورة على يدي هاروت وماروت الرقميين ، لا يوجد شيء اسمه طائرات حربية اسرائيلية أو سلاح طيران ،  بل لدينا طائرات جبانة مخربة صنعتها اليد الأمريكية لتعتدي وتعربد على الأبرياء والمساكين والأطفال ، كل هذه الطائرات والدبابات والجند كسرتها  المقاومة بصدق ثباتها وصلابة إيمانها بقضيتها وحقها المشروع ، لا يوجد لدينا لا حزب حاكم ولا مجلس حرب ولا جنرالات ولا مسمى وزير دفاع ولا رئيس وزراء في الكيان ،  لدينا  فقط مجرمون فارون من أحكام الإعدام بسبب جرائم الاغتصاب والسرقة والقتل الجنائي عادوا من سجن الجيتو ليجدووا تكوين مافيا تتوج عالم الجريمة العالمي.

 فلا وجود لجيش دفاع ولا دولة ولا مطارات ولا شيكل ولا دولار ولا ما يحزنون ، كله زيف من ورق الجرائد  طال عليه الأمد وتمدد  حد السماء ، لكن السماء بالمرصاد وستعيد كل شيء إلى مكانه ومكانته وحجمه. فالأمريكي والاسرائيلي والعربي المتصهين المزروع فوق الشعوب يعد بالإطاحة بالمقاومة وازالة ظاهرة المقاومة ، لكن لسان الصدق العربي الإسلامي الذي يقيم في غزة يؤكد لكم جميعا بأن المقاومة باقية والحق باق ورفح ستصمد وتسحق جيش المخربين ، المقاومة البطولية ستكسر أنف بينوكيو الاسرائيلي الذي يترنح قبل السقوط الأخير ، شعب غزة سيرغمكم على ايقاف عدوانكم الفاشي  وسيمرغ جبروتكم بالتراب ، شعب غزة لن يهاجر ولن يتوقف عن المقاومة حتى نيل كامل حقوقه .

مقالات ذات صلة