انتهت علاقة تشافي هيرنانديز أسطورة برشلونة، بناديه بأسوأ طريقة ممكنة، حيث تم الاستقرار على إقالته من منصبه كمدرب للفريق، أمس الجمعة.
وجاءت إقالة تشافي إثر توتر العلاقة مع خوان لابورتا رئيس النادي، خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث أشعل المدرب الإسباني غضب الإدارة، حين انتقد الوضع الاقتصادي الصعب للنادي، مشيرا إلى صعوبة منافسة ريال مدريد والأندية الأوروبية، ما دفع البارسا لاتخاذ قرارا بإقالته.
رحيل مبكر
أكد تشافي في 27 يناير/كانون الثاني الماضي أنه سيرحل بنهاية الموسم الجاري، بعد الخسارة أمام فياريال 3-5، ضمن منافسات الجولة 22 من الليجا.
وبعدها تحسنت نتائج البلوجرانا بشكل كبير خلال 13 مباراة متتالية دون هزيمة، محققا 10 انتصارات و3 تعادلات، والخروج بشباك نظيفة 7 مرات.
وحقق الفريق الكتالوني انتصارات بارزة، مثل: إسقاط أتلتيكو مدريد في ملعبه بثلاثية وإقصاء نابولي من دور الـ16، والفوز على باريس سان جيرمان 3-2 في حديقة الأمراء.
وأسفر هذا التحسن عن انفراد برشلونة بالمركز الثاني بفارق 5 نقاط عن جيرونا و9 نقاط عن أتلتيكو مدريد، كما تقلص الفارق إلى 8 نقاط مع المتصدر ريال مدريد.
ولكن خلال أسبوع واحد فقط، خسر برشلونة (1-4) أمام باريس سان جيرمان في ملعب “مونتجويك”، وتلقى ضربة قاسمة بخسارة كلاسيكو الليجا ضد ريال مدريد (3-2)، ليودع دوري الأبطال والمنافسة على الليجا.
ورغم الخروج بموسم صفري، إلا أن جماهير برشلونة، كانت ترى أن الفريق بدأ في التحسن، وقد تتغير الأمور للأفضل الموسم المقبل. وفي ذلك الوقت لم يكن مصير تشافي واضحًا، وكان في انتظار جلسة مع لابورتا.
وجبة السوشي
لم يكن مجلس إدارة البارسا بالكامل مؤيدا لفكرة استمرار تشافي بعد الموسم الصفري، رغم أن لابورتا كان داعما جدا لاستمراره، وصرح في أكثر من مناسبة أنه سيحاول إقناع المدرب بالبقاء.
وكانت الجلسة في المدينة الرياضية لبرشلونة، وسط ترقب شديد من الصحافة والإعلام الكتالوني والعالمي.
وخرج الجميع متجهين إلى منزل لابورتا، تحت عدسات الكاميرات، والتي التقطت صورا لأحد أفراد التوصيل وكان يحمل وجبات (سوشي) للحاضرين.
وبعدها تم الإعلان الرسمي على استمرار تشافي لنهاية عقده بنهاية الموسم المقبل.
وقد تكون وجبة السوشي هذه الأغلى في تاريخ النادي الكتالوني، لأن تشافي في تلك الجلسة لو اتفق على الرحيل، كان سيرحل من دون أي تعويض لأنه هو من طلب ذلك.
أما الآن، وبعد طرد تشافي وجهازه الفني من مناصبهم بقرار الإقالة، سيتوجب على إدارة لابورتا دفع حوالي 20 مليون يورو.
إقالات وتخبط
عاش تشافي وبرشلونة فترات من التخبط الشديد في القرارات، فيما يخص مصير المدرب الكتالوني.
والبداية كانت بإعلانه الرحيل في يناير/ كانون الثاني، وتمسك لابورتا ببقائه حتى لقاء الكلاسيكو الذي تغيرت به الأمور.
وبعد الكلاسيكو رغم الخسارة، فإن تشافي تغيرت نظرته وأصبح يميل للبقاء، لكن الإدارة هي من رفضت ذلك، وأفادت تقارير بأن لابورتا أمر بإبلاغ المدرب بالرحيل المبكر.
وانقلبت الأمور من جديد بعد الاجتماع مع لابورتا وتم إعلان الإبقاء على تشافي واستمراره.
كما أن تشافي دخل في حالة من التخبط مع اللاعبين مثل: ليفاندوفسكي وفيتور روكي.
وأوضحت تقارير أن اللاعبين اشتكوا من تعرض تشافي للطرد 3 مرات وحصل على 9 بطاقات صفراء، وأن جهازه الفني مكون من مجموعة من الأصدقاء وليس فريقا محترفا ليقود اللاعبين في الأوقات الصعبة.
مصير مبهم
رغم أن إدارة برشلونة استقرت بشكل نهائي على التعاقد مع هانز فليك المدير الفني لمنتخب ألمانيا وبايرن ميونخ السابق، لكن يبقى الوضع مبهما.
يعاني النادي الكتالوني من أزمات اقتصادية طاحنة، وقد لا ينجح في إبرام الصفقات التي يطلبها فليك.
ولا يعرف فليك الكرة الإسبانية، حيث لم يعمل من قبل هناك، وسيحتاج لوقت للتأقلم مع الأجواء.
ولن يكون لدى جماهير برشلونة المزيد من الصبر على الفريق خاصة بعد الخروج بموسم صفري، لذلك سيكون الضغط كبير على فليك في موسمه الأول.
ومع حالة التخبط الإداري في القرارات كما حدث الموسم الحالي، فليس من المستبعد مع أي فترات صعبة يعيشها فليك، يجد نفسه خارج القلعة الكتالونية.