هل حقّقت إسرائيل أي انتصار أو أي عمل يُمكن أن يُسمّى انتصارًا على المُقاومة الفلسطينية؟

للكاتب بسام ابو شريف

كل الذي حققته اسرائيل هو ابادة عشرات االآلاف من الاطفال والنساء والحوامل وكبار السن ودمرت 250 الف منزل تزيد الآن عليهم منازل رفح التي تدمر وخيام النازحين في رفح التي تقصف وتحرق كذلك دمرت 53 مستشفى وحولت اكبر هذه المستشفيات الى مقابر جماعية ،فقد كشف العالم حقيقتها ولكنه لم يتحرك وعندما اخذت محكمة العدل العليا بعض الاجراءات او احكاما تدين اسرائيل لم تنفذ اسرائيل أيا من توصيات او اوامر محكمة العدل العليا وها هي تقصف المدنيين العزل في خيامهم في رفح رغم قرارات محكمة العدل العليا .

وخلاصة هذا القول ان هذا العالم الذي لا يتحرك امام هذه الجرائم الجماعية التي لم يسبق لها مثيل هذا العالم لا يتحرك لان انظمته التي لا تتحرك وتقمع الجماهير التي تتظاهر وتحشد ضد هذه المجازر الدموية التي ترتكبها اسرائيل هذه الانظمة كلها تخضع لاوامر الولايات المتحدة بما فيها تلك الانظمة التي تحتاجها الولايات المتحدة وتحتاج نفطها وغازها ومالها ،فالحسابات الاستراتيجية تحسم ان اسرائيل هزمت أكثر من مرة وما زالت على طريق الهزيمة وان اسرائيل لا طريق امامها سوى ان تزداد هزيمة وتتفكك والحروب القادمة لن تكون فقط حروب مقاومة ضد الغزاة الصهاينة بل ستكون حروب اقتصادية واجتماعية واخلاقية وسياسية اقليميا ودوليا اضافة للصراعات الدامية التي ستحصل نتيجة قرار اسرائيل بشن هجوم على لبنان واستمرار المعارك في قطاع غزة .

وهنا يجب المقارنة في الاستراتيجيات هل ستلحق الولايات المتحدة باسرائيل في حالة التراجع هذه او الانكسارات والهزائم في الشرق الاوسط سؤال هام ولا شك ان وحدة القوى المقاومة لاسرائيل وللولايات المتحدة عامل رئيسي في تحقيق الزيمة للولايات المتحدة واسرائيل .فاذا نظرنا لهاتين الحقيقتين أي الجيش الاسرائيلي ماذا فعل ..وكم خسر ..,كم ربح ..وهل تمكن من ايجاد اسير واحد او محتجز واحد..وهل استطاع ألا يقصف اسراه ومحتجزيه ويقتلهم في القصف جنبا الى جنب مع المدنيين الفلسطينيين .

والآن تضطر اسرائيل لفتح معبر كرم ابو سالم لان السفن الامريكية خبطتها الامواج امواج شاطىء غزة وضربتها بعضها ببعض ولم تستطع ايصال المساعدات لاهل غزة فضغطت امريكا على اسرائيل وفتحت معبر كرم ابو سالم كمعبر للمساعدات الانسانية هكذا برهنت واشنطن ان ما كانت تقوله كان كذبا انها تستطيع بهاتف واحد بين جو بايدن ونتنياهو ان تفتح معابر المساعدات ولا حاجة لها لتنفيذ المخططات لتحويل غزة الى قاعدة عسكرية عبر ذلك الرصيف العائم الذي انشأته واثبت فشله الذريع.

فما هي آفاق ما جرى منذ السابع من اكتوبر في محيط غزة وداخل غزة ومحيط رفح وبوابة رفح ورفح نفسها أيام قتال دام وحرب ابادة على الفلسطينيين وتدميرا لكل شيء فيه حياة ، حرب صهيونية لقتل الحياة في قطاع غزة وقتل الاحياء، نتنياهو يقول سأدخل رفح لاعلن الانتصار .فأي انتصار هذا وحتى الآن لم يحصل على شيء سوى جثث القتلى من طرفه ومن طرفنا يريد ان يقول حققنا انتصار ولا يوجد لديه سطر واحد او عدة كلمات تستطيع ان تصف ما قام به كنصر او انتصار دولة مهزومة تتصارع فيها القيادات العسكرية ضد بعضها البعض وضد القيادة السياسية في الوقت الذي تتقاتل فيه وتتصارع القيادات السياسية حول اكثر من موضوع لكن المهم بالنسبة لنتنياهو هو النتيجة الاستراتيجية التي يريدها أي انه انتصر على حركة حماس .

والمهم بالنسبة للولايات المتحدة هو ان تخرج من هذا الموقف بموافقة سعودية على التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل كلام مقابل ملف على ورق   فيه خروقات كثيرة جدا وفيه مآخذ كثيرة جدا يستطيع العدو التلاعب فيها والتلاعب بالفاظها الولايات المتحدة تأخذ من السعودية توقيعا بتطبيع العلاقات ومشاريع ضخمة وارضاء جشعهم ونهبهم للثروة العربية مقابل اعطاء نوع من الحكم الاداري الذي لا نعرف صفته ولا صلاحياته ولا حدوده الجغرافية والسياسية والسيادية ، وامام هذا التلاعب الذي نرى انه لا يوجد دولة عربية واحدة تعي تماما ما يدور في الخفاء وما يبحثه جيك سوليفان مستشار الامن القومي مع الاسرائيليين و بايدن .

مقالات ذات صلة