يحذر مختصون وباحثون، من فكرة العلاج بـ”الطاقة الحيوية” والتي انتشرت مؤخراً في العراق خاصة بين الشباب.
وتوجد مراكز كثيرة تعتمد على شكل من أشكال العلاج بالطاقة ومنها: العلاج بالإبر الصينية (acupuncture)، والريكي (Reiki)، والبرانا (prana)، سوجوك (sujuk)، واللمسة الشافية (quantum touch) وغيرها.
ويعتبر المختصون في هذا المجال أن الطاقة الحيوية هي شكل من أشكال العلاج باستخدام اليد، يرجع تاريخها إلى آلاف السنين قبل الميلاد، وترتكز أساليب المعالجة بالطاقة على أن البنية العامة لجسم الإنسان تتألف من الجسم المادي المرئي، والجسم الطاقي غير المرئي، أو ما يسمى بالجسم الأثيري.
ويرى هؤلاء المختصون أن أغلب الأمراض أصلها بالأساس أمراض نفسية أو على أقل تقدير تؤثر الحالة النفسية في علاجها، وتكون ناتجة عن طاقة سلبية وضغوطات حياتية.
وفي علم الطاقة يمكنك جذب الصحة والنجاح والمال، أي أنك قادر على جذب كل ما تفكر فيه، لذلك لا يزال يثير هذا العلم الشكوك، منهم من اعتبره نوعاً من السحر، وآخرون قالوا إنه معتقدات بوذية لا يتماشى مع ما جاء به الإسلام، فيما يعتبره المتخصصون في علم النفس “خرافة ودجلاً”.
ويلجأ بعض الأشخاص إلى معالجين بالطاقة كنوع من الطب البديل في ظل قصص وحكايات يرويها من يمارسون العلاج بالطاقة، لأشخاص أتعبتهم وأقعدتهم أوجاع الأمراض المزمنة عن ممارسة شؤون حياتهم العادية لسنوات طويلة، كما هو الحال مع المواطنة عليا من بغداد.
تجربة “فاشلة”
وتقول سيدة عن تجربتها بعد سنوات من المرض والمعاناة لوكالة شفق نيوز، “وجدتُ معالجاً بالطاقة الحيوية في إعلان له على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يعتمد في علاجه على أي أدوية بل على معرفة الطاقة الإيجابية والسلبية للشخص المريض، واستمرت مراجعاتي لمدة عام ونصف، لكن لم يحصل تغيير في صحتي لذلك قررت تركه”.
ولهذا يرفض المتخصصون في علم النفس ادعاءات علم الطاقة وجدوى علاجه، حيث تؤكد أخصائية الطب النفسي، بتول عيسى، أن “الطب البديل ومنه العلاج بالطاقة الحيوية التي باتت تلجأ إليها حتى الطبقة المثقفة، ليس فيها أدلة علمية ولا تجارب ولا بحوث، وإنما هي عبارة عن جماعات تمارس هذه الأمور وبعض الاشخاص يصدقون بها”.
وتضيف عيسى لوكالة شفق نيوز، “بينما الطب والأدوية والعلاج المعرفي السلوكي والنفسي فهذه فيها أدلة وبحوث وبيانات، لكن البعض يلجأ إلى مثل هذه الأمور تجنباً للأطباء النفسانيين الذين يكتبون الأدوية فقط، وهذا هو حال أغلب الأطباء فعلاً، لكن البعض يستخدم العلاج غير الدوائي”.
رأي طبي
وتكشف أخصائية الطب النفسي عن تجربتها بالطاقة الحيوية بالقول “دخلتُ دورة تعليم العلاج بالطاقة الحيوية عن طريق تفعيل مسارات الطاقة الموجودة في الرأس، لكن لم أرَ فيها فائدة على المرضى عدا علاج الصداع التوتري والتحرر من صدمة معينة وبعض الأمور الأخرى، لكن لماذا اللجوء إلى هذه العلاجات الباهضة وليس فيها أدلة علمية رصينة بينما يتوفر الطب الموثوق”.
وتتفق الباحثة الاجتماعية، أمل الكبايشي، مع ما ذهبت إليه بتول عيسى حول عدم موثوقية العلاج بالطاقة وأهمية اللجوء إلى الطب، معتبرة أن تلك العلاجات هي “عمليات نصب واحتيال لخداع الناس، ونوع من أنواع الشعوذة”، داعية خلال حديثها لوكالة شفق نيوز إلى ضرورة “وضع حد لها من خلال تشريع قانون أو اتخاذ إجراءات بهذا الخصوص”.
يُذكر أن العلاج بالطاقة يُعد مجالاً خصباً لإشاعة كثير من الحكايات والقصص الغرائبية، وبيئة مناسبة لترويج مفاهيم وأفكار مستمدة من فلسفات وعقائد شرق آسيوية، وتختلط فيها معلومات ومفاهيم صحيحة بأخرى مستوحاة ومتولدة من رحم عقائد وثنية وباطنية، لا تمت إلى العلم بصلة، وفي مناخاتها نشأت مهارات وتقنيات العلاج بالطاقة، والطاقة الكونية، والتشافي الذاتي.