كيف سيكون الرد الروسي بعد أحداث كورسك؟

للكاتب أيوب ناصر

تفاجىء الروس بتوغل عدد كبير من  القوات الأوكرانية داخل مقاطعة كورسك الحدودية، والسيطرة على قدر كبير من الأراضي التابعة لها، وقد تسبب هذا التوغل والاختراق في إرباك الروس قليلا، مما اضطرهم إلى إجلاء السكان ونقل عدد من جيوشهم إلى المقاطعة لإيقاف هذا التوغل. وقد أعلن ان القوات الروسية تمكنت من إيقاف التوغل الأوكراني، ولكن ما الخطط الروسية المتوقعة ردا على هذه العملية سواء على مستوى الأيام القليلة الآتية  أو على مستوى الأشهر القادمة؟؟

وعلى مستوى الأيام القليلة الآتية، وبعد قطع طرق الإمداد عن الجيش  الذي قام بالتوغل، فتصرف القوات الروسية سيكون مشابها مع تصرفها مع القوات الأوكرانية التي احتمت بمجمع آزوف، حيث سيتم تطويقها واستنزافها، ثم فتح المجال للاستسلام لمن أراد البقاء على قيد الحياة. أما على مستوى الأشهر القادمة، فهذه العملية ستزيد الضغط على الكريملين ليسرع خططه، ولهذا أميل إلى أن الكريملين سيعمل على تكتيف العمليات داخل العمق الأوكراني، وسيزيد من حدتها، قصد دفع أوكرانيا للاستسلام.

وهذا الأمر مطروح قبل مدة طويلة على طاولة الكريملين، لكن لظروف معينة كان يتم تأجيله، فقبل سنة نشر مقال لسيرجي كاراغانوف، وهو أحد مستشاري الرئيس الروسي وعقل من عقول الكريملين، ترجمته وحدة الرصد والترجمة بمركز الدراسات العربية الأوراسية، تحت عنوان: “قرار صعب ولكنه ضروري: استخدام الأسلحة النووية لإنقاذ البشرية من كارثة عالمية”، جاء فيه: “الخيار الأكثر جاذبية هو تحريركاراغانوف الشرق والجنوب وإعادة توحيدهما، وفرض الاستسلام على ما تبقى من أوكرانيا، مع تجريدها الكامل من السلاح، وإنشاء دولة عازلة صديقة”.

 لكن تنفيد هذا الأمر يصطدم بالإرادة الصلبة للغرب، واحتمال تدخله المباشر في الصراع، ولهذا تم تأجيله إلى أن يتم تجهيز الظروف المناسبة له، وهذه الظروف المناسبة لخصها كاراغانوف بقوله: سيتعين علينا استعادة مصداقية الردع النووي من خلال خفض العتبة العالية غير المقبولة لاستخدام الأسلحة النووية، والتحرك بحكمة- ولكن بسرعة- إلى أعلى سلم الردع عبر التصعيد.

وقد اتُّخذِت بالفعل الخطوات الأولى من خلال تصريحات الرئيس والقادة الآخرين ذات الصلة، وبدء نشر الأسلحة النووية وناقلاتها في بيلاروس، وزيادة القدرة القتالية لقوات الردع الإستراتيجي. هناك كثير من الخطوات على هذا الصعيد لا بد من اتخاذه. وأن هذا الإختراق سيجعل روسيا تعمل في اتجاهين، أحدهما هو الانتقال إلى الخطوات التالية في سلم الردع الاستراتيجي لردع الغرب عن التدخل، وأما الآخر فتكتيف عملياتها القتالية لدفع كييف إلى الاستسلام.

مقالات ذات صلة

Leave a Comment