للكاتب علي ناصر محمد
بعد عملية تفجيرات البايجر التي نفذها العدو الصهيوني ، نفذ عملية جديدة اخرى بتفجير أجهزة لاسكلية من نوع أيكوم، ليتضاعف عدد الشهداء ويتعاظم عدد الجرحى ، لدرجة أن المستشفيات اللبنانية اكتظت بالضحايا، حيث ما يزال نحو 300 جريح بحالة حرجة. لقد ظلت اسرائيل تلتزم الصمت، لكن وسائل الاعلام الأمريكية بينها صحيفة نيويورك تايمز وشبكة سي أن أن، قالت بأن تل أبيب هي من قام بتبديل البطاريات داخل أجهزة البايجر بأخرى قابلة للتفجير قبل وصولها إلى لبنان، حيث تم تفجيرها عن بعد فى اللحظة المناسبة.
وعلى الرغم من أن حزب الله تعرض لضربة كبيرة وغير مسبوقة على حد تعبير السيد حسن نصر الله، إلا أن ذلك أضعف من اسرئيل، لا سيما أمام الرأي العام العالمي، خصوصاً بعد فشل حربها المفتوحة والأبدية ضد غزة والتي ستحل الذكرى الاولى لاندلاعها بعد أسابيع دون أن تستطيع تحقيق أهدافها.لقد كانت مبررات الحرب قبل اندلاعها تفكيك البنية التحتية لحركة حماس واجلاء سكان غزة بإعادة احتلالها وتنصيب ادارة خاضعة لاسرائيل عليها ودفع سكانها إلى رفح لعبور الحدود مع مصر، ثم التوجه إلى الضفة الغربية لتهجير سكانها إلى الأردن.
فقد رفضت كل من مصر والاردن بصوره حازمة رفضهما للمخطط الإسرائيلي الذي بدأ بتجريف البنية التحتية والمرافق الحيوية والمستشفيات والمساجد والجوامع والكنائس والمدارس ودور العلم لقطاع غزة. كما لم يتمكن العدو الاسرائيلي من استعادة أسراه الذين تم اختفائهم منذ 7 اكتوبر 2023 وإلى اليوم ، ولم تستطع اسرائيل اكتشاف شبكة الانفاق على الرغم من الوحشية التي استخدمتها.
ان هدف محاولات بنيامين نتنياهو توسيع دائرة الحرب، بعد فشل حربه في غزة، هو ادامة هذه الحرب لا سيّما باللجوء إلى جميع الوسائل الارهابية، كما هي عمليه التفجيرات اللبنانية، وذلك كي لا تتوقف الحرب لان وقفها يعني احالته إلى القضاء والإطاحة بحكمه خصوصا في ظل اتساع المعارضة الداخلية وردود الأفعال الدولية على المستوى الشعبي وعلى المستوى القانوني، حتى أن الولايات المتحدة التي قدم رئيسها جو بايدن مقترحات لوقف الحرب اصبحت محرجة أكثر، خصوصاً في ظل رفض نتنياهو مقترحاتها التي وافقت عليها حماس بوساطة من مصر وقطر..
وتبقى اسرائيل مشروع حرب مستمرة وهـي بؤرة توتر دائمة (لا يمكنها العيش بسلام لأن السلام العادل يعني تقهقهرها، ناهيك عن انعدام شرعيتها، بخروجها على أبسط قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنسانى، بشنها حرب إبادة مفتوحة وارتكابها جرائم مكشوفة لم يعد بالإمكان غض النظر عنها، إذ لم يعد مقبولاً بقاء الشعب العربي الفلسطيني مشرداً ودون تمكينه من العودة إلى بلاده وتقرير مصيره بنفس وبناء دولته المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس، ولعل ذلك هو هدف رئيسي للمقاومة الفلسطينية ولجميع القوى المناهضة للصهيونية والمناصرة لحقوق شعب فلسطين.