للكاتب محمد المعموري
انهى الكيان المحتل الضربة التي كان يتوعد بها ايران منذ اكثر من ثلاثة اسابيع وقد حققت اهدافها حسب ادعائه وان ما يتعلق بإيران قد انتهى “حسب تعبيره”، وان الاهم لديهم هو حربهم في غزة ولبنان. وربما كان تصريحه بعد هذه الضربة قد بين ما ترمي اليه ادارة نتنياهو في تحديد مسارات الحرب التي تخوضها ادارته للعمليات الابادة في غزة ولبنان، ولكن الاهم هنا ان يتم التحقق والتساؤل ماذا بعد هذه الضربة ؟، وهل سيصعد الكيان المحتل من هجماته على لبنان وتمتد الته الحربية بأكثر شراسة لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة، ام ان الوقت قد حان لوقف القتال والركون الى التهدئة ومن ثم اعلان انهاء الحرب؟
فالمرجح ان الكيان المحتل بعد ما وجه ضربته الى ايران في ثلاث محافظات سيجعل من الحرب الدائرة في لبنان وغزة تركز على محورين رئيسين وهما: المحور الاول: السعي الحثيث وبكل ما لديه من قوة للقضاء على المقاومة في غزة وجعل غزة مدينة اشباح تخلو من مواطنيها والتمركز في شمال غزة وان انتهت الحرب وربما تكون حدود الكيان المستقبلية، وعدم السماح لحماس باي نشاط داخل الاراضي المحتلة وخاصة غزة وكذلك الضغط على الادارة الامريكية لتحجيم قيادة حماس في الخارج ومحاولة تشتيتهم، واعتقد هذا ما تسعى له ادارة نتنياهو.
المحور الثاني: هو نزع سلاح حزب الله وتامين الحدود الشمالية للكيان من خلال دفع حزب الله لشمال الليطاني وعدم الاكتفاء بتطبيق قرار “1701 ” فان الكيان المحتل اصبح الان يطمح الى تحييد حزب الله كقوة مؤثرة على “حدودها الشمالية ” لتامين حدوده الشمالية” . وهنا نستطيع ان نقول ان الكيان المحتل يسعى من خلال اطالة الحرب وتوسعتها الى تحقيق هذين الهدفين الذين يعتبران هدفين استراتيجيين لضمان امن الكيان المحتل كما يعتقدون .ومن هنا ينبغي التحقق من ان الكيان المحتل قد يستخدم الته الحربية لضرب اهداف مدنية وعسكرية داخل لبنان وكذلك استهداف قطاع غزة بكل ما لديه من قوة لتحقيق اهدافه وتمزيق ما كان يهدد كيانه في جزئيين مهمين يعتبران حجر العثرة في استقرار هذا الكيان وحسب ما يعتقدهُ.
والاهم من كل هذا هو ماذا سيكون الموقف العربي وكيف سيتحرك دبلوماسيا او حتى عسكريا، اما الموقف الدبلوماسي فاعتقد من المهم جدا ان يضغط العرب ومن خلال القنوات الدبلوماسية على ادارة بايدين لأنهاء هذه المجزة خاصة ان ادارة بايدن تتجنب اي تصعيد قبل يوم الخامس من نوفمبر وهو موعد الانتخابات الامريكية حيث يسعى الحزب الديمقراطي لفوز مرشحته هاريس وهذا يعني ان التحرك الدبلوماسي واستخدام الجالية العربية كورقة ضغط على مجريات الانتخابات قد يكون سببا في ضغط ادارة بايدن عل الكيان المحتل لحل الازمة وانهاء هذه المجزرة.
اما اذا بقي الموقف العربي متراخي فأننا سنكون مساهمين في “سحق “شعبنا في غزة وتدمير البنى التحتية للبنان وقتل ابناءه. وان وقف اطلاق النار في هذه المرحلة هو ما يجب ان يكون بعد ضربة الكيان لايران، والا فان الكيان المختل بعد الانتخابات الامريكية سيكون اكثر شراسة مما كان قبلها، واذا كانت ادارة بايدن تضغط على نتنياهو لإيجاد مخرج لها من نشوب حرب شاملة فاننا كأنظمة عربية يجب علينا ان نضغط على تلك الادارة لوقف الحرب واحلال السلام. والكل يعلم ان الكيان المحتل اليوم يتحرك وفق فضاء الادارة الامريكية وان اي اعتقاد غير هذا يعتبر من الخرافة لان الكيان المحتل غير قادر على ادارة حرب طويله ومكلفه لولا الدعم اللوجستي والمادي والمعنوي من ادارة بايدن.
وان تحقيق اهداف ايقاف الحرب لن يمر دون ان يستخدم العرب ورقة الدبلوماسيون والسعي الحقيقي لايجاد حل لوقف اطلاق النار وعودة الامور الى قبل السابع من اكتوبر 2023. وعلى العرب ان يعوا الموقف الذي هم فيه، وينتبهوا الى تقلب الامور والاحوال وان لا تغرهم اتفاقيات او عهود او وعود او تعهدات. وان السيل الصهيوني قادم واذا بقي الموقف العربي على هذا الحال فأننا سنشهد مزيد من المجازر ومزيد من الخراب في عواصم عربية تظن انها خارج الخطر لهذا الكيان. وان تحجيم الحرب وايقافهم هو الحل الذي يخشاه نتنياهو قبل تحقيق اهدافه وهو الان يسعى بكل ما لديه من قوة لتحقيق هذا الهدف، واذا لم نحرك ساكن فان الاتي امر وابشع.