أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن العراق يقترب من تحقيق الاكتفاء الكامل من المحروقات، مشيراً إلى أن الحكومة تتقدم بثبات نحو تصدير زيت الغاز ضمن رؤية وطنية تهدف إلى تحويل 40% من الناتج النفطي إلى صناعات تحويلية بحلول عام 2030.
السوداني قال في كلمته بافتتاح “مؤتمر العراق للطاقة”، الذي انطلق في بغداد اليوم الثلاثاء، أن مسيرة الإصلاح الاقتصادي التي انطلقت قبل 27 شهراً بدأت تُثمر إنجازات ملموسة.
ومن هذه الانجازات “استهداف وقف حرق الغاز”، والنجاح في “تحقيق 70% من هذا المستهدف وهو من أبرز علامات تقليل الانبعاث الكربوني والهدر”.
كما أشار إلى سعي الحكومة لـ “تعظيم الاستفادة من الثروة النفطية من خلال استثمار الغاز الطبيعي وتوسعة إنتاج المشتقات النفطية”.
في هذا السياق، تطرق إلى “مشاريع الطاقة المتكاملة” التي توسع الإنتاج النفطي في المواقع الواعدة، مثل حقل أرطاوي، الذي “يشمل أيضاً مشروعاً لتحلية مياه البحر واستخدام الطاقة الشمسية واستثمار الغاز”.
السوداني أشار كذلك إلى تحقيق تقدم ملموس في الربط الكهربائي مع دول الخليج وتركيا، وصولاً إلى شبكة الكهرباء الأوروبية، لتحقيق التكامل في مجال الطاقة الكهربائية على المستوى الإقليمي والدولي.
كما أكد أن الاستثمار في الطاقة الكهربائية، عبر تطوير الشبكة واستخدام التقنيات الذكية، يفتح بوابة أساسية للتنمية المستدامة وتقليل الضائعات وخفض الانبعاثات الضارة.
في هذا السياق، تطرق إلى جهود وزارة الكهرباء التي تعمل وفق “موديل اقتصادي جديد” للمحطات الحرارية، والذي يستهدف إنتاج 15 ألف ميغاواط، كاشفاً أن الوزارة تستعد للإعلان عن “حزمة كبيرة ومهمة من مشاريع إنتاج الطاقة للمحطات الغازية” وفق نفس النموذج.
بشأن الشراكة مع القطاع الخاص، رأى رئيس الوزراء أنها تمثل نافذة رئيسية للتنمية في العراق، إذ تُعد وسيلة فعالة لـ “اختصار الوقت والجهد”، إلى جانب دورها الحيوي في إشراك المجتمع لمواجهة التحديات البيئية، بما في ذلك التغييرات المناخية وأثرها على الموارد المائية والبيئية.
وأوضح أن الحكومة تواصل تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، الذي يعد نافذة رئيسية للتنمية الاقتصادية وإيجاد فرص عمل جديدة، بما يسهم في مواجهة تحديات المناخ والتصحر التي تواجه العراق والعالم.
رئيس الوزراء أشار بهذا الخصوص، إلى أن الحكومة سعت إلى “إدخال عناصر الطاقة المتجددة والنظيفة والبديلة ضمن برامجنا الحكومية، وهناك مشاريع للطاقة الشمسية مخطط لها ستصل طاقتها الإنتاجية عند الاكتمال إلى 4875 ميغاواط”.
وذكّر أيضاً باطلاق البنك المركزي العراقي مبادرة بقيمة 1 تريليون دينار لـ “دعم اقتناء منظومات الطاقة الشمسية المنزلية”.
واختتم السوداني كلمته بالتأكيد على أن إسهام العراق في استقرار السوق النفطية الدولية يعتمد على اقتصاد قوي ومتين، وعلى تعاضد شعبي وحكومي لدعم مشاريع التطوير والاستدامة.