يسعى علماء الآثار اليونانيون إلى مواصلة التنقيب فى الموقع الأثرى ميزا الواقع فى المنطقة الشمالية الشرقية من مقدونيا، حيث يُعتقد أن أرسطو كان معلماً للإسكندر الأكبر، وفقا لما نشره موقع صحيفة greekreporter اليونانية.
بعد أن فتحت اليونان قصر أيجاى، حيث تم تنصيب الإسكندر الأكبر ملكًا، أصبحت ميزا، التي تبعد أقل من 30 كم، محط أنظار علماء الآثار.
وكتبت أنجليكي كوتاريدي، مديرة متحف المقابر الملكية في أيجاي، على مواقع التواصل الاجتماعى، أن مدرسة ميزا، حيث قام أرسطو بتدريس الإسكندر وجيل المقدونيين، هي التحدي الكبير الجديد، ويعتقد أن جزءًا فقط من المدرسة القديمة أو الصالة الرياضية تم التنقيب عنه حتى الآن وأن المنطقة لا تزال تحمل العديد من المفاجآت.
“لم تكن ميزا مدرسة بسيطة، بل كانت النموذج الأولى لجميع المدارس من مقدونيا وآسيا الصغرى إلى الصحراء الكبرى، وضفاف نهر السند، وسهول آسيا الوسطى”، هذا ما قالته مؤخرا فى مؤتمر حول ميزا، مضيفة “أنها أصبحت الرافعة التى جعلت العالم أجمع يتكلم ويفكر ويعيش ويقاتل على الطريقة اليونانية”.
ويقوم علماء الآثار بوضع خطة حفر تسلط الضوء على سحر مدينة ميزا، التي تقع على بعد كيلو مترين فقط من مدينة ناوسا، والتي تستضيف مسرحًا ومقابر رمزية إلى جانب المدرسة.
ويُعتقد أن الملك فيليب الثاني دعا أرسطو إلى ميزا لتعليم ابنه الإسكندر، برفقة مجموعة من النبلاء الشباب، وقد وفرت البيئة الطبيعية لميزا، بمناظرها الطبيعية الخلابة وهدوئها، بيئة مثالية للأنشطة الفكرية والنقاشات الفلسفية.
ويُعتقد أن تعاليم أرسطو في ميزا شملت مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك الفلسفة والسياسة والعلوم الطبيعية، مما أرست الأساس لجهود الإسكندر المستقبلية كزعيم وفاتح.
بالنسبة للملك فيليب الثاني المقدوني، كان الفيلسوف العظيم المعلم الأمثل لتعليم ابنه الإسكندر ليصبح وريثًا قويًا لعرشه، علاوة على ذلك، رغب فيليب في جلب الثقافة والتعليم إلى مملكته بما يضاهي الإنجازات الفكرية والثقافية للمدن اليونانية المنظمة والمثقفة.
يمكن للزوار اليوم استكشاف بقايا معبد الحوريات، وهو معبد مُخصص للحوريات، يتميز برواق من طابقين بأعمدة أيونية وعدة كهوف طبيعية، ويُعتقد أن هذا المعبد هو قلب المدرسة. بالإضافة إلى ذلك، كشفت الحفريات الجارية عن مسرح قديم وهياكل أخرى.
على طول الطريق القديم الذي يربط ميزا بالعاصمة المقدونية بيلا، تقع ستة مقابر رائعة يعود تاريخها إلى القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، كما تتميز هذه الهياكل الجوفية بواجهات رائعة تشبه المعابد، وبحجرة دفن واحدة أو اثنتين، وتشتهر بزخارفها المرسومة الرائعة، والتي تُمثل بعض الأمثلة القليلة الباقية من اللوحات اليونانية القديمة واسعة النطاق.