صحيفة :كل الطرق تؤدي الى دمشق...السعودية ستفتح سفارتها العام الحالي

كشفت صحيفة "التليغراف" البريطانية، الاثنين، أن السعودية ستقدم على إعادة علاقاتها مع سوريا وافتتاح سفارة لها في دمشق، في أوائل العام الحالي 2019 أو منتصفه، على الأكثر، لتكون الدولة الخليجية الثالثة بعد الإمارات والبحرين في هذا السياق.
وقالت الصحيفة، في تقرير حمل عنوان "كل الطرق تؤدي إلى دمشق.."، إن هذه الخطوة من السعودية، وهي أقوى دولة في المنطقة كانت تعارض "بشار الأسد" وتؤكد على أهمية رحيله عن السلطة، ستعطي الرئيس السوري شرعية غير مسبوقة، ستمثل بالنسبة له حقبة جديدة، بعد نحو 8 سنوات من العزلة والحرب والقتل.

ونقلت عن المحلل البريطاني - السوري "داني مكي"، والذي له اتصالات مع الحكومة السورية، قوله إن "كل شئ كان مخططا له، بدءا من زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق، الشهر الماضي، وما أعقبها من فتح سفارات الإمارات والبحرين".
وأضاف مكي: "مصادري في دمشق تؤكد لي أن السعودية ستقدم على تلك الخطوة في وقت ما في هذا العام، قد يكون في أوله، أو وسطه".
وأضافت "التليغراف"، إن الرياح السياسية بدأت تعود مجددا إلى سوريا، لافتة إلى تصريح وزير الخارجية البريطاني "جيرمي هانت"، قبل أيام، بأن "بشار الأسد" باق لبعض الوقت في السلطة، معتبرة أنه تصريح دراماتيكي، مقارنة بموقف بريطانيا الثابت، والذي كان يؤكد على وجوب رحيل رأس النظام السوري. وتعليقا على هذا التصريح، قال دبلوماسي بريطاني إن "هانت" هو إشارة واضحة إلى تغير موقف بريطانيا تجاه سوريا.
وفي هذا السياق، يشير "مكي" إلى دولا أوروبية قد تحذو حذو الدول العربية التي تتسابق حاليا لإعادة العلاقات مع سوريا، في نهاية المطاف، لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت.
وقالت الصحيفة إن سوريا، في النهاية، تمتلك موقعا حساسا في الشرق الأوسط، واحتياطيات طاقة كبيرة، لذلك فهي في النهاية واحدة من أهم المراكز الجيوسياسية والاقتصادية للمعادلة الدولية.

وكما قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "هنري كيسنجر"، : "لا يمكنك أن تشن حربًا في الشرق الأوسط بدون مصر، ولا يمكنك صنع السلام بدون سوريا".
وأشارت الصحيفة إلى أن الانسحاب الأمريكي من شرق سوريا أكسب "الأسد" نقاطا جديدة ومهمة، عندما أعلن الأكراد استعدادهم للتحالف معه، مدفوعين بخوفهم من التدخل التركي المحتمل، وعلى الأرجح فإنهم سيضطرون إلى إعادة جزء كبير من أراضيهم الشمالية الشرقية إلى "الأسد"، الأمر الذي سيجعله بينه وبين استعادة كامل الأراضي السورية بأكملها خطوة واحدة.
وفيما يخص الاتحاد الأوروبي، فرغم إصراره على عدم التجاوب مع مساعي روسيا لإقناعه بالاشتراك في إعادة إعمار سوريا، إلا بعد تقديم "الأسد" ضمانات بإجراء انتخابات ديمقراطية، فإنه قد يضطر للقبول في النهاية بالانخراط في إعادة الإعمار دون ضمانات، في إطار سعي القادة الأوروبيين لتقليل أعداد المهاجرين السوريين إليهم.

Facebook Comments

Comments are closed.