موجةٌ من الامطار .. استكمال لأضرار موجة كورونا

 فاطمة غانم جواد _ بغداد

بعد هطول أمطار غزيرة غطت مساحات شاسعة من مناطق العاصمة ظهرت معاناة الاهالي سيما ذوي المناطق السكنية والاحياء الفقيرة والازقة المُهترية البالية التي فرضتها ظروف حياتية قاسية وأحوال معيشية غير راضية متأثرة بأهمال مديد الزمن شديد المحن على من يعتمد على عمل يومي لكي يقتات له ولعائلته قوت يومهم لكن ظروفاً طبيعية تعيق مسار عمله اليومي متمثلة بأمطار غزيرة تجتاح المساكن وتوقف الارزاق للكسبة مخلفة اضرار ممثلة محك خطر وناقوس إنذار لمعيشة يومية بسيطة الأحوال صعبة الحياة لمحيط تنخره ثغرات الفشل الإداري والإهمال الوظيفي مما يزيد من تفاقم المشاكل التي تعترض المسار المعيشي للمواطنين .

يومُ واحد وموجةٌ اولى من الأمطار تسببت في تعطيل اعمال المواطنين وتأخير انجاز الكثير لأرزاقهم مما قلبت يومهم رأساً على عقب في جمع جهودهم وطاقاتهم لدرئ المياه التي اجتاحت مساكنهم واجتازت محلاتهم بأضرار مادية كبيرة ، وهنا يأخذنا الحال ذاته لموجةٍ سابقة مفاجئة عصفت بالبلاد فعطلت الأعمال واوقفت الارزاق وابادت الارواح وهددت الحياة متمثلة بموجة كورونا التي اجتاحت البلاد دون وجود تخطيط مسبق أو خطة مُعدة لمواجهتها الأمر الذي سبب ما سببته الموجة التي لاتزال تهدد سلامة المواطنين، فالموجة الأولى كانت ذا أضرار بشرية مادية في آنٍ واحد اما موجة الأمطار هذه فهي نعمة الفصل لاستسقاء الاحياء الا ان عدم وضع التدابير اللازمة وغياب الاحتياط المفترض من جانب الادارة المعنية ذات الجهود المتأخرة التي دائما ما تأتي معالجاتها عندما يقع الخطر دون أن تتوقع حصوله وتهب لوضع الخطط المناسبة لدرئ مساوئ الأحداث قبل حدوثها ، هذا مايجعل الأمر شبيهاً بمعالجات كورونا المتأخرة التي جاءت بعد أن اجتاح الفيروس البلاد متمثلة في التباطئ بتوفيرالمستلزمات الصحية التي عانت اغلب المراكز والمستشفيات من حدة نقصها، مما لاشك فيه يجعل الأمر محملاً للحكومة في تكرار الأمر ذاته في وضع المعالجات المتأخرة والمؤقتة التي لا تفي بالغرض في حال تكرار أيّ من هذه الموجات سواء الصحية المتمثلة بكورونا او الطبيعية المتمثلة بالامطار.

وجاء الاستنفار الوزاري مسانداً لأمانة بغداد مكتفياً في معالجة المشاكل التي خلفتها مياه الأمطار متمثلا بسحب المياه الراكدة واعادة فتح وتيسير الطرقات امام حركة المواطنين دون وضع المعالجات الجذرية لاستئصال المخاوف من تكرار المشاكل التي تسببت بها الأمطار مما يجعل المواطنون في مخاوف من ترقب موجات اكبر من هطول الأمطار سيما في الأيام المقبلة ، فهذه المعاناة تنتقل عبر السنوات من جيل لآخر دون توفير الحلول المتمثلة في تطوير وبناء الشوارع والطرق بأنظمة تحتية توفير الصيانة الدورية لها لكي تستوعب مياه الأمطار وجعلها نعمة بدلا من وصف البعض بأنها نقمة بما تسببه من غرق وفيضانات تجتاح المنازل والمزارع فتركن إلى التهديد المادي للسكان فضلا عن مخاوف من انتشار اوبئة وأمراض تسببها تلك الفيضانات ، فالاهمال واضح والتقصير مُعلن والركود الوظيفي جزء لا يتجزأ من سياسة البلد الماضية والحاضرة بل وحتى المستقبلية التي تستند على فشلٍ سابق وعملٍ سائب لم يقدم للبلد اي تقدم ملموس على الواقع الشعبي ذات الازمات والأحوال المادية الرديئة دون وجود الامل بنهضة واقعية تيسر الحياة الانسانية بمقتضياتها كافة ..

Facebook Comments

Comments are closed.