تماما كما فوجيء الجميع باغتيال شيرين ابو عاقلة على يد قوات الاحتلال وتحديدا على يد قناص استخدم رصاصا متفجرا فجر دماغها وقتلها على الفور فوجيء العالم بحجم الحشود التي بدأت تتزاحم منذ ان نقل جثمانها لمستشفي جامعة النجاح للتشريح وبعد خروجها من المشرحة واعلان نتائج التشريح وان الرصاصة التي اطلقت كانت سببا في قتلها لانها هشمت الجمجمة ومزقت الدماغ دماغ شيرين ابو عاقلة .لماذا شيرين ونقصد بذلك لماذا قررت اسرائيل وخططت لاغتيال شيرين ابو عاقلة في هذه اللحظة بالذات ولماذا هبت الجماهير في كل مكان ادانة للاغتيال .
وكثيرون لا يعرفون ان شيرين ابو عاقلة هي مسيحية فلسطينية وتحمل جوازسفر فلسطيني وجواز سفر امريكي فهي مواطنة امريكية بالجنسية وفلسطينية القلب والعقل والجسد لانها تعيش في القدس ولانها فلسطينية تدافع بوسيلتها عن قضايا شعبها العادلة وتطالب بحقوق شعبها العادلة تماما كما يطالب به اي وطني واي مناضل واي مكافح لكن شيرين ابو عاقلة لم تكن الوحيدة التي استخدمت مهنتها كمراسلة لقناة الجزيرة بشرح حقائق وفظائع تتصل بالاحتلال الاسرائيلي والعذاب الذي ينزله بشعب فلسطين يوميا من قتل للاطفال والمدنيين وتهجير للعائلات وهدم البيوت واغتصاب للاراضي والسعي المتواصل لتهويد مدينة القدس تحديدا مدينتها مدينة شيرين ابو عاقلة تهويدها وتهويد مقدساتها الاسلامية والمسيحية.
ولم تكن هي الوحيدة فهنالك صحفيون ومراسلون ابدعوا ايضا في كشف الحقائق ومحاولة تحريك الرأي العام قوميا ودوليا ضد الاحتلال وجرائمه ونصرة للشعب الفلسطيني ، اختارت المخابرات الاسرائيلية شيرين ابو عاقلة هدفا بعد دراسة وليس كفكرة طرأت في لحظة ونفذت في اللحظة التالية لقد درس الامر من كل الزوايا وسنحاول هنا ان نشرح ما الذي حرك في عقل رئيس وزراء اسرائيل هذا الامر ليصدر تعليماته باغتيال شيرين ابو عاقلة تحديدا بتلك الرصاصة المتفجرة .ومن المعروف ان البيت الابيض اعلن اكثر من مرة ان بايدن ينوي زيارة المنطقة خلال هذا الشهر وانه سيزور اسرائيل وسيزور الضفة الغربية لا بل حددوا اكثر بقولهم القدس الشرقية كان بايدن يريد ان يوحي خداعا وتضليلا او بشكل حقيقي انه يريد ان يرى بنفسه ماذا يجري في القدس الشرقية والضفة الغربية.
و بطبيعة الحال مثل هذه الزيارة التي لمح ان بايدن يريد القيام بها للقدس الشرقية امر لا توافق عليه اسرائيل ولا تريده ورغم ان مثل هذه الزيارة لن تكشف لا لبايدن ولا لاي احد آخر طبيعة الممارسات والجرائم التي ترتكبها اسرائيل يوميا ضد المقدسات الاسلامية والمسيحية وتهويدا لها وضد اهل القدس وهدم بيوت سلوان وتهجير اهل الشيخ جراح والعيسوية وجبل المكبر وابوديس وكل ما يحيط بالقدس من حارات واحياء وبشر.وذلك ان اسرائيل في حال اصرار بايدن على تلك الزيارة كانت حضرت ومستمرة في التحضير لكي تكون تلك الزيارة زيارة الاعمى أي لا يرى شيئا خارج اطار الهدوء وخارج اطار التهدئة وخارج اطار النظام والقانون حسب ما تدعيه اسرائيل .
وكان رئيس وزراء اسرائيل بينت يوجه رسائل لملك الاردن الذي سيذهب للولايات المتحدة لبحث امر القدس مع بايدن ولغير ملك الاردن وللسلطة الفلسطينية وللفلسطينيين وكان بذلك يتحدى الامم باسرها يتحدى قراراتها الرسمية والشعبية وعلى رأسها قرار242 الذي اتخذ باجماع القوى العظمى وغير العظمى في مجلس الامن لانسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلت عام 67 وهذا يعني ان القدس الشرقية بالاجماع تعتبر محتلة ويجب ان ترحل اسرائيل عنها بينت يريد ان يكرس امرا واقعا جلبه لطاولة السياسة في الشرق الاوسط ترمب الذي شجع اسرائيل على ان تعلن ان القدس موحدة وانها عاصمة ابدية لاسرائيل وان السيادة لاسرائيل على كامل القدس ما ارتكبه ترمب جريمة.
ولكن بينت يخشى من ان تناقض بايدن وترمب حول مجموعة من الخطوط السياسية التي اتخذها ترمب قد يؤدي الى تراجع بايدن عن اعتبار القدس موحدة وتحت السيادة الاسرائيلية. وان بينت يخشى وانا لا اصدق ان بايدن سوف يخرج انملة عما تريده الصهيونية العالمية وسوف يجد كل المبررات والاسباب التي تجعله يخضع لاملاءات الحركة الصهيونية ومراكز نفوذها في الولايات المتحدة ذلك امر واضح من خلال سياسته الخارجية التي اعلنها والتي لم تعطي الشرق الاوسط سوى اهمالا كاملا وغض النظر واغلاق الفم عن كل الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل جرائم فظيعة منذ ان دخل بايدن البيت الابيض حتى يومنا .
