الاسطول الروسي ..تحول الى يوم تحرر العالم من الهيمنة الامبريالية الامريكية

للكاتب بسام أبو شريف

ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في خطابه بيوم الاسطول الروسي في بطرسبرغ كان له اهداف ووزن ثقيل واضح وله تبعات على المستقبل القريب والبعيد ،فما  قال بوتن لجنود البحرية الروس وما قال بوتن من خلال ذلك للعالم اجمع هو ان هذا الاحتفال بالذكرى ال77 للاسطول الروسي هو يوم سيكون مشهودا اذ يطلق فيه الروس عقيدة بحرية جديدة .فماذا يعني ذلك ! ماذا يعني العقيدة البحرية الجديدة ! فقد اكد انه سيتم تزويد البحرية بأسلحة حديثة تمكنها من القيام بواجبها تجاه العالم وتجاه الاتحاد الروسي وتجاه كل شعوب الأرض التي تتوق للتخلص من الهيمنة وفرض السيطرة والتهديد والإرهاب الامبريالي .

فقد اعلن فلاديمير بوتن ان عهد الهيمنة الامريكية على البحار والطرق المائية في العالم انتهى .واعلن بوتن عبر اطلاقه العقيدة البحرية الجديدة ان فرض الأمور على الشعوب بقوة السلاح الأميركي انتهت الى الابد .واعلن بوتن بشرحه هذه العقيدة بانه لا بحار خاصة بالهيمنة الامريكية وان كانت تلك البحار تحيط باهم مصالح الولايات المتحدة وحلفائها واتباعها في العالم من حيث ضمان نهب ثروات الشعوب.فقد برز بوتين من خلاله خطابه  بين بحار العالم البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي او المحيط الأطلسي بل أشار بوضوح الى البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي التي تحيط بمنابع النفط والغاز الذي يوازي بانتاجه ما تنتجه روسيا الاتحادية من نفط وغاز اثبت للعالم اجمع .

فبدون ذلك وبدون امداداته هذه المناطق تنهار أوروبا وتنهار ورائها الولايات المتحدة فالولايات المتحدة التي تخسر يوميا من مخزونها الاستراتيجي ملايين من براميل النفط لا تستطيع ان تعوض هذا المخزون المستنزف عبر ما تشتريه او عبر ما تضغط على حلفائها بانتا جه من مزيد من براميل النفط اما أوروبا فحدث ولا تسل فهي ترتعش من الآن من برد الشتاء لانها تفتقر للغاز الروسي وبدأ هذا الارتعاش يفكك اوصال الاتحاد الروسي ويحطم خطوة وراء خطوة تلك العقوبات التي أجبرت أوروبا على فرضها على روسيا بقوة السلاح والاجبار الامريكيتين لانها ارادت أي الولايات المتحدة ان تجبر حلفاءها الأوروبيين على شن حرب على روسيا الاتحادية بهدف تحطيمها اقتصاديا وتمزيقها استراتيجبا .

وأشار بوتن ان العقيدة الجديدة تقوم على أساس واضح ومبدأ واضح استراتيجي هو رفض الهيمنة الامريكية على البحار والممرات المائية وهذا يعني ان أي محاولة من البحرية الامريكية المنتشرة في بحار العالم ومحيطاته لن تتمكن بعد الآن من فرض الهيمنة على أي ممر مائي او أي طريق مائي او أي بحر او أي محيط بقوة السلاح لان روسيا الاتحادية سوف تنشر استنادا لعقيدتها الجديدة اساطيلها في البحار لحماية حرية الملاحة وحرية التحرك لان المياه التي تشكل المحيطات والبحار هي مياه حرة يجوز لاي من الدول عبورها واستخدامها كممرات في علاقاتها التجاري  وغير التجارية علاقات تقوم بين الدول وغير خاضعة لتعليمات واملاءات او اجبار من الامبريالية الامريكية.

 وهذا يشمل بطبيعة الحال ما يثار الآن من ازمة حول مضائق تايوان وحول بحر الصين وحول ان الصين واحدة ولا يوجد صين وتايوان وان زيارة بيلوسي التي هي في الأساس زيارة من اجل المكسب المادي الشخصي لرئيسة البرلمان الأميركي تشكل عاملا من عوامل تصعيد التوتر في تلك المنطقة وربما يشعل حربا ولكن الصين كانت واضحة كل الوضوح لا مساومة على ان تايوان جزءَ لا يتجزأ من الصين .ورغم الصبر الصيني الطويل الا ان الصين تتبع استراتيجية سلمية بعيدة المدى ستضم في نهايتها تايوان التي خلقها الامبرياليون لتكون تحديا للصين سوف تعود للأرض الام وتعود جزءا لا يتجزأ من الصين .

ولم تكتفي الصين بالبيانات السياسية بل اجرت مناورات بالذخيرة الحية في المياه المحيطة بتايوان وأثبتت بذلك ان المياه المحيطة بتايوان هي مياه صينية وانها لا تسمح بالتدخل الخارجي في شئون الصين الداخلية وتايوان شان من شئون الصين الداخلية .والآن سيرى الجميع أين دخل الشرق الأوسط كعنوان رئيسي من عناوين هذه العقيدة الجديدة ان كلمة تعزيز المواقع الداعمة للأسطول كلمة هامة جدا وهذا يعني أن سوريا ستصبح شريكا استراتيجيا للاتحاد الروسي في تنفيذ هذه العقيدة الجديدة وذلك من خلال تحويل طرطوس الى قاعدة كبرى سورية روسية لدعم الأسطول الروسي من ناحية لحماية سوريا ومواقعها الحساسة من ناحية ثانية .

مقالات ذات صلة