اثارت زيارة أبو مازن لألمانيا ضجة كبرى لم تكن متوقعة .والسبب ليس الزيارة بحد ذاتها ولا مطالبة أبو مازن المانيا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ولا بقول الرأي حول ماذا يعني حل الدولتين ان لم ينفذ ، الضجة الكبرى التي اثارتها زيارة أبو مازن هو ما تجرأ أبو مازن على قوله اثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده مع المستشار شولتز مستشار المانيا الغربية .اذ ان أبو مازن ذكر وبشكل متحمس ان ما ارتكبته إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني يمكن ان يلخص بخمسين مجزرة قتل فيها أطفال ونساء وقتل فيها شعب اعزل من السلاح وما زال هذا الشعب يقع في دائرة اطلاق النار والحصار والتجويع والاذلال وانه آن الأوان لهذا العالم بان يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني والمساومة التاريخية بالاعتراف بدولة فلسطينية ضمن حل الدولتين.
لقد ذكر الرئيس أبو مازن في هذه المناسبة القليل القليل مما ارتكبته الصهيونية والكيان الصهيوني والعنصريين الدمويين من جرائم ضد الشعب الفلسطيني اذ انه وحتى اثناء ذلك المؤتمر الصحفي صدر بيان رسمي عن الجيش الإسرائيلي يعترف به بانه قتل الأطفال الخمسة في غزة ولم يقتلهم صاروخ الجهاد الإسلامي كما ادعت إسرائيل قبل ذلك أي انها ارتكبت الجريمة وبكل وقاحة تعترف بها ومطمئنة بان أحدا لن ينتقدها لانها ترفع سيف الابتزاز لان كل من ينتقد إسرائيل هو مجرم باللاسامية من هنا .
من هنا شعر شولتز بالخوف وارتعد من كلام أبو مازن ليس لانه يذكر الحقيقة فقط بل لانه قيل امامه وعلى مرأى من العالم عبر اجهزة الاعلام والتلفزيون واهم شيء انه قيل امام الشعب الألماني الذي كان يراقب مجريات ذلك المؤتمر الصحفي .فالشعب الألماني يعلم تمام العلم انه كان موضع ابتزاز وتهديد من الصهاينة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى هذه اللحظة وان الصهاينة ابتزوا الالمان دافعي الضرائب طوال هذه الفترة وما زالوا يبتزونها باخذ الغواصات النووية دون ان يدفعوا ثمنها واستمرار دفع التعويضات لمن تحالف مع الصهاينة مع هتلر النازي ليهجر ويسمح بهجرة اليهود الالمان الى فلسطين ليغتصبوا ارضها ويرتكبوا الجرائم بحق شعبها.
فقد كانت أجواء المباحثات سلبية فقد لمس أبو مازن ان الالمان لن يوافقوا على ما طرحه من ان هنالك نية لاعادة طرح الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة وعضو كامل في الأمم المتحدة وان أبو مازن طلب من الالمان تأييد ذلك وانهم رفضوا تحت شعار وتحت علم ان الوقت غير مناسب لمثل هذه المحاولة بطبيعة الحال لن يكون ابدا الوقت مناسبا لا الآن ولا في المستقبل لاي مستشار الماني يخضع لابتزاز الصهاينة من اجل ان يقف الى جانب الحل المساوم حل الدولتين ، ما قاله أبو مازن هو شكوى الضحية من السياف الذي ما زال ينزل على رقاب الأطفال بسيفه فيقطعها ويهاجم الحوامل ليقتل الاجنة في بطون الأمهات الفلسطينيات.
فلذلك وضمن المعادلة الصهيونية طالما ان أبو مازن اشتكى من الظلم والاجرام الصهيونيين فهو مدان ومتهم بانه معاد للسامية واذا صمت شولتز على تلك الملاحظات فهذا يعني انه يؤيد من يهاجم الساميين وهو لا سامي مناهض للصهيونية ، حيث يظن لابيد وهو تلميذ غبي منذ ان دخل جامعة تل ابيب ان العالم جاهل ولا يدري ان الأطفال الآن يتعاملون مع جوجل ومنصات الحقائق والمعلومات اكثر مما يتعامل هو وانهم يعلمون تمام العلم بان إسرائيل حكم عنصري دموي يرتكب الجرائم جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية ويرتكبون المجازر كل يوم ضد الأطفال والنساء والمدنيين وانهم يقصفون البيوت .
وان الرأي العام العالمي يعلم انهم يحاولون تزوير التاريخ في القدس ويحاولون تدمير المسجد الأقصى رغم ان كل الخزعبلات التي يتحدثون حولها لا دليل واحد عليها رغم كل الحفريات رغم كل الاعمال التي تكاد تهدم المسجد الأقصى فقد حفر في اسفله مكان واسع يكفي لدفنه ان حصلت هزة أرضية خفيفة .ونفاجأ ان الخارجية الألمانية رفعت دعوى ضد أبو مازن وان تحقيقا يجري حول تصريح أبو مازن الذي يعتبر حسب القانون الألماني اتهاما وتجريحا بإسرائيل وهذا امر معاد للسامية ، أبو مازن هو السامي وليس يائير لابيد ولابيد مثله مثل كل الاشكيناز اصله اما الماني او اوكراني او بولندي او روسي او لاتفي وليس ساميا ابدا واذا علمنا ان 96 بالمئة من المهاجرين الذين سلحوا لقتل الفلسطينيين وارتكاب المجازر ضدهم لانشاء دولة إسرائيل هم من اصل الماني او بولندي او اوكراني .