إسرائيل شاركت وخططت للحرب ضد روسيا في اوكرانيا..فهل تتواجه عسكريا  في سورية ؟

للكاتب رامي الشاعر

أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عدم اعترافها بنتائج الاستفتاء الذي أجري في 4 مناطق شرق أوكرانيا، والذي يشير إلى “أغلبية ساحقة” لصالح ضم هذه المناطق إلى روسيا. والجميع يذكر  انقطاع العلاقات السوفيتية الإسرائيلية، عقب عدوان عام 1967، وحتى عام 1991 مع تفكك الاتحاد السوفيتي، كما يرى بكل وضوح ذلك الحماس الملفت والمستميت من جانب إسرائيل في الدفاع عن مواقف وخطط واشنطن، وبذل الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على نظام الهيمنة وأحادية القطبية لإرضاء السيد الأمريكي، جمهوريا كان أو ديمقراطيا لا يهم، الذي يضمن لدولة الاحتلال دور شرطي العالم الذي يضمن أمنها وحدودها وقدرتها المستدامة على النهب والسلب واغتصاب الأراضي والممتلكات والاستيطان والقمع دون حساب.

ومع بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، اتخذت إسرائيل موقفا سياسيا واضحا منحازا إلى أوكرانيا، كطفل أمريكا المدلل في الشرق الأوسط، الذي يدعم طفل أمريكا المدلل في أوروبا، وهو ما يمكن تفسيره ببساطة بمحاربة دولة الاحتلال للتغيرات التكتونية التي حلت بالنظام العالمي، ليتحول من الأحادية القطبية نحو التعددية القطبية، التي ستجبر الجميع على احترام قرارات هيئة الأمم المتحدة، إذا ما تمكنت المنظمة من إعادة الهيكلة والتغيير وفقا للمعطيات الدولية الجديدة، أو إنشاء منظمة دولية جديدة لا تهيمن فيها قوة واحدة على مقادير العالم.

ولهذا السبب تسعى إسرائيل لهزيمة روسيا، وإشعالها من الداخل، بسبب موقف روسيا المبدئي من القضية الفلسطينية، والذي يتطابق مع قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة في الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى كافة أراضي حدود الرابع من يونيو حزيران 1967، والانسحاب من الجولان السورية، والأراضي اللبنانية المحتلة، والتوقف عن الخروقات والتعديات اليومية لقصف الأراضي السورية. ففي عام 1979 أصدر مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة القرار رقم 446، والذي ينص على عدم شرعية أو قانونية سياسات وممارسات إسرائيل، في إقامة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية الأخرى المحتلة منذ عام 1967.

 ويرى أن تلك السياسات والممارسات تشكل عقبة أمام تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط. كما يدعو القرار إسرائيل، بوصفها السلطة القائمة بالاحتلال، إلى التقيد الدقيق باتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تنص على أنه “لا يجوز لدولة الاحتلال أن ترحّل أو تنقل جزءا من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها”، وإلغاء تدابيرها السابقة، والامتناع عن اتخاذ أي إجراء من شانه أن يؤدي إلى تغيير الوضع القانوني والطابع الجغرافي أو يؤثر ماديا على التكوين الديموغرافي للأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، وعلى وجه الخصوص (القدس)، وعدم نقل سكانها المدنيين.

لذلك يسبب الانتقال إلى العالم الجديد متعدد القطبية كابوسا مرعبا بالنسبة لإسرائيل، ولما تمكنت من نهبه وسبه خلال العقود الماضية، فالعالم الذي يدعم فيه الغرب حلفاءه بلا منطق أو أخلاق أو مبادئ، بينما يستغل الدول الفقيرة والمعدمة في إفريقيا، ويبقي على مصالح وقنوات الاستعمار القديم قائمة بلا رحمة، والعالم الذي تملي فيه الولايات المتحدة الأمريكية إرادتها على أغلبية دول العالم، وتدبر الانقلابات وتفتعل الثورات الملونة وتطيح بالأنظمة يأفل وينتهي، لصالح عالم آخر جديد يدعم تضامن الشعوب الحرة فعليا وجديا مع نضال الشعب الفلسطيني العادل من أجل تحرير المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ومن أجل الحصول على أبسط حقوق الإنسان.

واليوم، اكتملت الصورة، وأصبح من الواضح أن إسرائيل، حينما تكثف عملياتها بقصف الأراضي السورية، فإنها تنفذ بذلك أوامر “البنتاغون”، وحينما تساهم بحماس في الحملة الإعلامية ضد روسيا، فإنها تنفذ بذلك خطط المخابرات المركزية الأمريكية، شأنها في ذلك شأن الضربات الموجهة من راجمات الصواريخ الأمريكية “هيمارس” التي تستهدف الصحفيين والمدنيين بمباركة “البنتاغون” ومستشاري “الناتو” بأياد أوكرانية.وإن من بين أهداف تكثيف الضربات الإسرائيلية على سوريا وقصف مطارات دمشق وحلب افتعال صدام عسكري بين القوات الروسية المتواجدة هناك وإسرائيل، بالتوازي مع ما يحدث في أوكرانيا، لتوريط روسيا بصدام مع إسرائيل، لتتدخل الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال قواعدها العسكرية في بعض البلدان العربية وإسرائيل، وهو ما تدرك روسيا مخاطره.

مقالات ذات صلة