لا صحة لأحاديث الإعلام الإسرائيلي عن ضعف رئيس الوزراء بن يامين نتانياهو، وعن خضوعه لابتزاز كل من سموتيرتش زعيم الصهيونية الدينية، وبن غفير، زعيم حزب العظمة اليهودية، فرئيس الوزراء نتانياهو، لما يزل صاحب الكلمة العليا، وهو مدير مدرسة التطرف التي أسسها، وتخرج منها كل هؤلاء الإرهابيين الجدد.وللتأكيد على أن بن غفير وسموتيرتش يتحركان وفق مشيئة نتانياهو العقائدية، وحسب المخطط الذي أعده نتانياهو، سأرجع إلى شهر يوليو 2019، حين احتفل مجلس السامرة الإقليمي بذكرى مرور أربعين سنة على تأسيسه، في ذلك اليوم ألقى نتانياهو كلمة أمام المستوطنين، حدد فيها معالم رؤية نتانياهو لأرض الضفة الغربية، فقال:
هناك عدة مبادئ ترشدني فيما يتعلق بأرض (يهودا والسامرة)، والمقصود بهذه التسمية العبرية أرض الضفة الغربية.المبدأ الأول: هذه هي أرضنا ووطننا.ومن الملاحظ أن هذا المبدأ الذي ورد في خطاب نتانياهو قبل أربع سنوات، يشكل العمود الفقري للاتفاق الموقع من حزب الصهيونية الدينية، والذي يقول: للشعب اليهودي حق حصري وغير قابل للتصرف في جميع أنحاء الأرض “إسرائيل”، بما في ذلك “يهودا والسامرا” الضفة الغربية والقدس.
والمبدأ الثاني: سنواصل تطويرها وبنائها.وهذا البند أكدته اتفاقية الائتلاف الحكومي مع حزب العظمة اليهودية، والتي تدعو إلى التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وتشكيل وزارة تطوير النقب والجليل، مع تخصيص الميزانيات الكبيرة لها، والتي يأتي في مقدمة أولوياتها تهويد منطقتي الجليل والنقب ذات الكثافة السكانية العربية العالية.والمبدأ الثالث: لن يتم اقتلاع أي مستوطنة في أي خطة سياسية، ولن يتم اقتلاع أي مستوطن. وهذا البند تم تأكيده في اتفاقية الشراكة، حين صارت الدعوة إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، دون تحديد وقت محدد لذلك، وعلى تعزيز الاستيطان في القدس والضفة الغربية والجولان السوري المحتل أيضاً. كما جرى الالتزام بإضفاء «الشرعية» على ما يقدر بـ 70 بؤرة استيطانية، لا تشمل 78 أخرى حصلت على الشرعية في وقت سابق
المبدأ الرابع: سيواصل الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن السيطرة على المنطقة بأكملها حتى نهر الأردن.وأزعم أن نتانياهو قد كلف بن غفير للقيام بهذه المهمة، حين أعطاه وزارة الأمن القومي، بصلاحيات جديدة، لم يحصل عليها وزير الأمن الداخلي السابق. والمبدأ الخامس: أعمل على تحقيق إجماع دولي على هذه المبادئ. وأضاف نتانياهو: انظروا ماذا فعلنا في مرتفعات الجولان، ماذا فعلنا في القدس، والبقية سوف تأتي.وضمن هذا البند، سيحاول نتانياهو التوسع في التطبيع مع البلاد العربية، وسيقوم بعدة زيارات لمراكز صنع القرار العالمي.
وان نتنياهو لديه ما يعرضه على الجميع من إغراءات، ولديه القدرة على التهديد، والتلويح بالتآمر ضد من يقف في وجه الأطماع الإسرائيلية.فأيديولوجية نتانياهو العدوانية لا تمثل نتانياهو شخصياً، ولا تمثل حزب الليكود فقط، ولا تمثل تحالف اليمين المتطرف، كما يظن الكثيرون، أيديولوجية نتانياهو للسيطرة على الضفة الغربية، وبسط النفوذ اليهودي عليها، أيديولوجية أجمعت عليها سبعة أحزاب إسرائيلية.
فقبل عدة أيام، حين صوتت خمسة أحزاب تشارك في الائتلاف الحاكم، وحزبان من المعارضة، وهما “ييش عتيد”، برئاسة يائير لبيد، و”المعسكر الوطني”، برئاسة بيني غانتس، لقد صوت كل هؤلاء على قرار تمديد سريان أنظمة الطوارئ؛ التي تفرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، لقد أيد مشروع القانون 58 عضو كنيست من الائتلاف والمعارضة معاً، وعارضه 13 عضو كنيست فقط، يمثلون حزب العمل، والقائمة العربية المشتركة، والقائمة العربية الموحدة.