ما العمل فلسطينياً؟ امام دولة الصهاينة/ الداعشية !

للكاتب سمير الحباشنة

في ضوء التطورات الدراماتيكية المتسارعة التي تشهدها القضية الفلسطينية، فإن على المعنيين بالقضية فلسطينيا، أن يغيّروا أداءهم بما يناسب المرحلة، وبطبيعة علاقاتهم على المستويات العربية والإقليمية والدولية. فالذي يجري اليوم في دولة الاحتلال يحتاج الى اداء نوعي آخر للخروج من حالة الرتابة المملة، خصوصا وان هناك ظاهرة مقاومة فلسطينية جديدة، يقودها شباب الألفية الثانية، مقاومة تعتمد أسلوباً مختلفاً غير تقليدي ، ويبدو ان ليس له اية ارتباطات تنظيمية بأي من الفصائل الفلسطينية المعروفة.

وان حكومة الاحتلال الحالية تمثل الوجه الحقيقي للصهيونية، بلا اية محسنات “مكياج” . فهي حكومة تعبر عن حقيقة المشروع الصهيوني، الذي يهدف الى ابتلاع كل فلسطين التاريخية، كما وليس من المستبعد أن تكون الخطوة التالية أو ما بعد التالية شرق نهر الأردن. فالصهاينة الأوائل يعتقدون بأن  الأردن الحالي هو جزء لا يتجزأ من المشروع التلمودي الصهيوني.وما يعزز ذلك الفهم ذلك النمو الكبير “للداعشية” اليهودية الاستيطانية، والتي تنظر الى الصراع مع العرب، “مسلمين ومسيحيين” ، على انه صراع ديني.

وقد بدا ذلك واضحا من نظرة حكومة الاحتلال لقرارات اجتماعات العقبة،  والتي تم نسفها حتى قبل ان يجف الحبر الذي كتبت به. فقد اعلنت “ترويكا” الحكومة/ نتنياهو/سموتريش/ وبن غفير، بانه لا وقف للاستيطان ولو ليوم واحد، وان تعزيز قوة الاحتلال في الضفة الغربية سوف يتعاظم، وان ما قد قيل في الأردن يبقى قي الأردن. بل وضرورة قصف المدن الفلسطينية بالطائرات والدبابات ناهيك وبعد هجوم قطعان المستوطنين على قرية حوارة، أن دعى أحدهم الى محو “حواره” عن الوجود!! وأمام تلك الغطرسة والعدوانية المتعاظمة بما فيها سياسات التهجير وهدم البيوت والقتل اليومي والقوانين العنصرية بحق المواطنين العُزل، أمام ذلك فأن الشعب الفلسطيني، وعلى قاعدة أن لكل فعل رد فعل، هو أمام انتفاضة ثالثة، ربما تكون مزيجاً من أسلوبي الانتفاضة الأولى والثانية.

 وأن بوادر ذلك يتم فعليا على أرض الواقع ، تشكيل كتيبة جنين و عرين الأسود وعمليات نوعية على امتداد الأرض الفلسطينية المحتلة، عمليات من فعل شباب فلسطيني وصل حد القناعة القطعية بأن لا جدوى أبدا من مشاريع السلام. وذلك ان مفهوم حل الدولتين قد أصبح مفهوما خشبيا لا تقر به إسرائيل ولا تعمل على ترجمته على أرض الواقع، بل وانها تسارع خطواتها الاستيطانية حتى لا يبقى هناك أرض يمكن التفاوض حولها وهو ما يطرح مجدداً تبني مبدأ الدولة الواحدة. وأمام هذا الوضع الاستثنائي الجديد/ القديم، فان الضرورة تقضي إتمام المصالحة الفلسطينية وانهاء  الانقسام الجغرافي والسياسي بين غزة والضفة الغربية. فالانقسام هو عائق كبير أمام خطاب و جهد فلسطيني موحد. فالانقسام يمثل الخاصرة الرخوة المعيقة للكفاح الفلسطيني الراهن.

ومن المفيد بالتذكر بان من تجارب حركات التحرر في العالم،  حيث تؤجل الخلافات الثانوية الداخلية بين أطراف المعادلة الوطنية،  خدمة لانجاز التناقض الرئيسي والانتصار على العدو، وهذا ما تم في الصين ابان الغزو الياباني، وما تم في الفيتنام ابان الغزو الفرنسي ومن  ثم الأمريكي .و انه تجميد للتناقض الهامشي حتى يتم حشد كل القوى لمواجهة العدو المركزي سواء كان غازياً أو محتلاً . وأن العدو الصهيوني المارق الرافض لأية حلول، يقتضى من الجميع أن يوحدوا الصفوف لمواجهة برامجه الاحتلالية التصفوية للقضية الفلسطينية .

كما أنه لا يوجد من مبرر واحد ان لا يتم تطبيع وتعزيز العلاقة مع ايران خصوصا وأن الخليج الذين يعانون من ايران كتهديد يحتمل وباحتلال للأرض هم على صلة وطيدة بإيران. فلماذا لا تكون القيادة الفلسطينية كذلك؟ وإن العلاقة الأردنية الفلسطينية الرسمية لا بد أن تتماهى دبلوماسيتهما بخطاب واحد ،حتى لا يكون هناك حبل  يمكن أن يلعب البعض عليه، لخلق تخرصات ليست حقيقية بين البلدين والشعبين الشقيقين، الذين هما في خندق واحد سواء بمواجهة التهديد المشترك أو بالمستقبل الواحد.

مقالات ذات صلة