بدا جلياً ان التدخل الامريكي في المنطقة ومنها سورية قد تحول الى احتلال سافر للأرض، ومؤخراً حملت الاخبار مؤشرات على أن الامريكان في عجلة من امرهم في التدخل في البوابة الشرقية لسورية لذلك فانه لم يعد هناك جدل حول تواجد القوات الأمريكية في دير الزور والحسكة وحول الأهمية الاستراتيجية التي تمثلها هذه المنطقة.وفي هذا السياق تسعى أمريكا بكل إمكاناتها إلى وضع سورية في إطار النظام الدولي من خلال وجودها في منطقة شرق الفرات ومنطقة الشدادي في محافظة الحسكة شمال شرق سورية مدينة النفط والموقع الاستراتيجي مما سيجعلها تشكل مصدراً حقيقياً لتهديد سورية ومصالحا مهما حاولت ان تتخفى خلف قناع السلام إلا أن اهدافها وغاياتها مشوهة وقذرة.
ومن هذا المنطلق سوف نتطرق الى التواجد العسكري الأمريكي حيث تركز الانتشار الأمريكي والقوات المتحالفة معه الدولية في الأشهر الأخيرة على منطقة المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي في منفذ التنف الحدودي وهو معبر ذو أهمية كبيرة لجميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية المعنية بالصراع السوري ، كل هذا ستضع أمريكا نفسها في دائرة الشك وخاصة بعد تجديد قوات الاحتلال الأمريكي اختراق الحدود العراقية السورية بقوافل عسكرية أدخلها عبر المعابر اللاشرعية مع إقليم كردستان العراق، نحو قواعده اللاشرعية في حقول النفط والغاز شمال شرقي سورية.
وفي الوقت الذي أصبحت فيه تخسر مركزها القيادي للعالم من خلال وقوفها أمام روسيا في الحرب الروسية الأوكرانية, ودون ريب في الحسابات الجيوسياسية القادمة ان تواجد قوات امريكية في سورية سيزيد الأمور تعقيداً، فإذا كانت واشنطن ترى انها سوف تفرض واقعاً سياسياً جديداً في سورية بكامل جغرافيتها لتضمن بقاءها في المناطق المحتلة من خلال سعيها التآمري على وحدة الوطن السوري والسيطرة على مواقع النفط وسرقة القمح، فهي بذلك قد وضعت نفسها في دائرة الاستهداف الشاملة من اتجاهين، الأول من الداخل السوري وتكون قد فتحت جبهة برية واسعة ليس مع الجيش السوري فقط وإنما مع ابناء القبائل العربية شرقي سورية والثاني من الخارج “الجانب الروسي وإيران” .
فاذا كانت السياسة الامريكية تسعى خلال الفترة المقبلة للحصول على تسهيلات غربية اكثر من خلال تواجد قواتها في سورية فهي واهمة ومحاولة الضغط على قوات قسد المدعومة من الأميركيين فهي تتجه بالمنطقة بأكملها الى كارثة حقيقية، فسورية تدرك حجم المؤامرة عليها وتدرك وسائل الضغط الأمريكية ولن تسمح بذلك.وبالمقابل دعت العشائر العربية في الجزيرة السورية إلى توحيد الصف معلنة انطلاق المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الأمريكي وضد تجاوزات ميليشيات قوات سورية الديمقراطية “قسد” المدعومة أمريكياً والمتمثلة بالاعتداء على حرمات الوطن ونهب خيراته وتصفية الرموز الوطنية.
فالمقاومة الشعبية بدأت تشكلت وازدادت قوّة وأصبحت تنتقي الأهداف بدقّة، في جو إقليمي ودولي يساعد على ذلك، وكل خسارة لجندي أمريكي بين فترة وأخرى تؤدي للضغط على الإدارة الأمريكية، لسحب قواتها من سورية.واليوم أَميركا ليست بخير، ان الوجود الأمريكي قوبل بالرفض من ابناء القبائل العربية مما ينذر بحدوث اصطدام مسلح بينها وبين هذه القبائل، وخاصة ان التحرك الأمريكي في المنطقة مراقب ومرصود، وما تقوم به امريكا من جعل شمال شرق سورية مخازن استراتيجية لسلاح والتسليح الامريكي إنما هو بداية النهاية وسوف يجبرها أحرار سورية على مغادرة أراضينا المحتلة وستترك كل ما خزنته من سلاح للمقاومة والجيش السوري ، ولن يتمكنوا من تمرير سرقة النفط والقمح السوري حتى وأن اوجدوا كل جيوش العالم.
وعلاوةً على ذلك، فإن أمريكا تدرك جيداً أن محاربة المقاومة الشعبية السورية لا تعني محاربة جماعة، بل هي محاربة أمة بأكملها، لأن هذه الفصائل هم أبناء الشعب السوري نفسه، الذين هزموا داعش بالتضحية بالنفس والتفاني وتوجيهات القيادة السياسية.وبناءً على ذلك، يبدو أن البيان التحذيري لأبناء العشائر العربية ضد الاحتلال الأمريكي ليس مجرد شعار، بل هو تقييم دقيق وصحيح لقدرة المقاومة وضعف الجيش الأمريكي. فاميركا هي عدو السوريين، ويجب على الجميع أن ينتفضوا عليها لأنها لا تريد الخير لأهل هذه المنطقة ولتكن الجزيرة السورية نقطة تحول وعلامة طريق فارقة لإنتصار سورية في هذا الصراع الشرس الذي لا يرحم متردداً.