ترّكز وسائل الاعلام المحلية والعالمية على القمة المقبلة لمجموعة العشرين التي تستضيفها الهند بعد نجاح قمة دول البريكس في جنوب افريقيا ،وضم عدد من الدول الهامة لتعزيز التعاون الجنوبي الجنوبي إلى رسم معالم خارطة “لأسرة عالمية جديدة”.ومن المتوقع أن يحضر القمة زعماء أكثر من 25 دولة ويغيب عنها الرئيس الروسي فلاديمير بويتن واحتمال غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ ، وسط خلافات غير معلنة حول صيغة البيان المشترك التي سيتم الاتفاق عليها فيما يتعلق بالحرب الروسية الاوكرانية .
وتمثل هذه القمة الضخمة فرصة كبيرة لتحقيق تعاونا” دوليا” على الرغم من إصرار الولايات المتحدة والدول الغربية على ادخال الملفات السياسية للمجموعة، بعد ان اصبحت أوكرانيا الشغل الشاغل للولايات المتحدة والدول الغربية ،لادانة روسيا وعزلها واستهداف حلفائها بالتهديد بالعقوبات والمقاطعة وعلى رأسها الصين المنافس الرئيسي لهيمنة الولايات المتحدة . إلا أن هناك قضايا عالمية أخرى تحتاج لمواقف دولية مشتركة مثل قضية تغيير المناخ والتزامات الدول المتقدمة بمشاريع التنمية في الدول النامية والقضايا التنموية التي تهم الحبوب العالمي ،الوقود الاخضوري ،التجارة العالمية وتعزيز الاستثمارات ، قضايا الملكية الفكرية وتنظيم العملات المشفرة،إعادة هيكلة المؤسسات المالية والديون السيادية من خلال تعزيز التعاون والتفاهم المشترك بين أصحاب المصلحة الرئيسين .
وسوف تتسلم بعد الهند رئاسة مجموعة العشرين البرازيل تليها جنوب افريقيا مما يمهد الطريق نحو تعزيز التعاون بين الدول الجنوبية واتخاذ مواقف مشتركة لرسم خارطة طريق جديدة ووضع استراتيجية لاستدامة جهود التنمية وسبل تعزيزها ومواجهة التحديات العالمية المشتركة ووضع الأسس للمشاركة الفعالة والمثمرة للمساواة بين الشمال والجنوب .حيث تتقدم الهند بثبات نحو الشهرة في مجموعة متنوعة من المجالات العلمية والتقنية والتنمية البشرية، بدءًا من الرياضة وصولاً إلى الفضاء. وبعد أن تمكنت من تحقيق النجاح الأول في العالم بنجاح مهمة هبوط على سطح القمر الجنوبي، حققت الهند نجاحًا إضافيًا باطلاق صاروخ فضائي لاستكشاف الفضاء.
وتعتبر هذه الإنجازات مثيرة، فأذا إن نجحت مهمة دراسة الشمس سوف تصبح أول مهمة آسيوية تتمكن من الوصول إلى المدار حول الشمس. وفقًا لتصريحات منظمة البحوث الفضائية الهندية ، تعتزم الهند دراسة انبعاثات الكتلة الكرونية، وهذا يمثل خطوة مهمة نحو فهم أفضل للظواهر الشمسية والفضاء. وهناك انطباع عام عالمي ينظر إلى الهند بإيجابية حيث أظهرت استطلاعات العالمية وكذلك تجاه رئيس الوزراء الهندي بنسبة 46% من الاصوات.وأظهر الاستطلاع أنه في حين قال معظم الهنود إن النفوذ العالمي لبلادهم أصبح أقوى في السنوات الأخيرة، فإن بقية العالم اختلفوا معهم، فإما لم يروا أي تغيير في مكانة الهند أو رأوا أنها تضعف.
وتسعى الهند جاهدة كي تلعب دورا” حيويا” في رئاسة المجموعة والظهور كقوة عالمية نامية لها نفوذها في الشؤون العالمية بعد أن حققت نموا” اقتصاديا” ملحوظا” وقفزت خطوات طويلة في مجالات التكنلوجيا لتحقيق النمو الشامل والذكاء الاصطناعي والتكنلوجيا الخضراء .وتركز الهند على تحسين البنية التحتية و التنمية البشرية لتصبح الملاذ الآمن لجذب الاستثمارات الخارجية والبديل للصين بالنسبة للدول الغربية والولايات المتحدة. فقد وصلت نسبة النمو إلى 6.1% حسب صندوق النقد الدولي .وحسب البيانات الحكومية ، سجلت الهند نمواً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7.8% خلال الفترة من أبريل نيسان إلى يونيوحزيران من 2023 إلى 2024، وهو أعلى مستوى في الأرباع الأربعة الماضية، على خلفية توسع مزدوج الرقم في قطاع الخدمات.
ومع احتفاظها بمكانتها كأسرع الاقتصادات الرئيسية نمواً في العالم .بيد ان عدد من الخبراء الاقتصاديين يتخوفون من التأثير الاقتصادي السلبي بسبب نقص الامطار الموسمية والتضخم الغذائي وارتفاع أسعار السلع الغذائية على الرغم من التدخلات الحكومية ووصول مخزونات جديدة. ومع ذلك، يشعر بعض الخبراء الاقتصاديين بالقلق بسبب تأثيرات سلبية محتملة مثل نقص الأمطار الموسمية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والتضخم، على الرغم من التدخلات الحكومية ووجود مخزونات جديدة.أكملت الهند الاستعدادات والتحضيرات اللازمة لاستضافة قمة مجموعة العشرين المزمع عقدها في التاسع والعاشر من سبتمبر 2023.