استقبل العالم نبأ سقوط طائرة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ووزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعدد من مرافقيه بالكثير من الصدمة وهذا النبأ المؤلم اصاب الأصدقاء والاعداء لإيران بالإرباك والصدمة لهول الخبر .فالرئيس ابراهيم رئيسي الذي كان بمهمة افتتاح سد على الحدود الإيرانية مع أذربيجان وهو سد تم العمل عليه لمدة عشرون عاما ويخدم كلا الدولتين .ولعل حالة الارباك والصدمة من الخبر المؤلم التي أصابت جميع حكومات دول العالم تعود لحالة الصراع – بين محور المقاومة والكيان الإسرائيلي وهناك قلق كبير ان تكون عملية اغتيال بحق الرئيس رئيسي الشخصية الثانية في إيران ووزير الخارجية ومن معهم على متن الهليكوبتر التي كانت تقل الرئيس الإيراني وسقطت في محافظة أذربيجان الشرقية .
فعلى الرغم من أن معظم الأنباء الآتية من طهران تتحدث بأن الحادثة سببها سوء المناخ في تلك المنطقة ذات المناخ الضبابي وما زالت عملية البحث جارية من قبل فرق الإنقاذ الهلال الأحمر الإيراني بالإضافة لفرق الإنقاذ والطيران المقدم من قبل تركيا وروسيا .الا أن ضبابية الحدث تثير الكثير من التساؤلات من ناحية التوقيت وظروف الحادثة وتضاريس مكانها، وكانت إيران قد شنت هجوما كبيرا على الكيان الاسرائيلي كرد على استهداف الأخيرة لقنصليتها في دمشق والدعم الكبير من طهران للمقاومة الفلسطينية التي تخوض حربا على مدى الاشهر الثمانية الماضية .
وهذه التساؤلات التي تطرح عن إمكانية أن تكون حادثة الطائرة قد تكون عملا مفتعلا لناحية أن طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي كانت برفقتها طائرتان وصلتا لوجهتهما بأمان وهنا يتراود لأذهاننا السؤال التالي لماذا الطائرة الهليكوبتر التي تقل الرئيس رئيسي ووزير الخارجية وعدد من المرافقين هي التي سقطت مع أن الطائرة التي تقل الرئيس رئيسي كندية الصنع وقوية ومتينة بعكس ما يتناقله البعض عن أن هناك مشكلة في محرك الطائرة بسبب العقوبات الاقتصادية على إيران .
فقد سارع الكيان الاسرائيلي لنفي أي علاقة له بحادثة الطائرة دون أن يخرج أي مسؤول إيراني لاتهامها بينما عبر الصهاينة عن فرحهم بهذا النبأ المحزن ، وعندما نضع إمكانية أن يكون الحادث مدبر فإننا هنا نضيء إلى بعض النجاحات الإيرانية في أكثر من ملف يشكل ضررا لإسرائيل منه ملف المصالحة مع المملكة العربية السعودية بوساطة صينية ومنه ملف أذربيجان وأربيل والنجاح الكبير للرئيس رئيسي وحكومته في تبريد العديد من الملفات الساخنة هذا النجاح الذي ازعج الكيان وشكل دافعا لضرورة التخلص من هؤلاء القادة .
والمعطيات الواردة عن المناخ في منطقة أذربيجان شرقية والتضاريس القاسية قد تكون الفرصة الأكبر لتنفيذ عملية الاغتيال والتغطية على الجريمة أيضاً هذا الطرح تجيب عنه الأيام القليلة القادمة ، والحرس الثوري الإيراني المرافق لفرق الإنقاذ على مستوى قائد الحرس الثوري سيتولون عملية دراسة هذه الحدث الكبير وتقديم ما لديهم من معطيات حول هذه الحادثة ولن تصمت إيران في حال تم اثبات أن هذا الحادث كان مدبرا ام فعلا بفعل ظروف الطقس السيء ولعل في هذا الحدث الكبير الذي هزّ العالم آخر الاحتمالات التي تطرح هي سوء المناخ .
وفي الخلاصة : منحت هذه الحادثة الأليمة فرصة ليقرأ الشعب الإيراني والشعوب الأخرى مكانة إيران الحقيقية اقليمياً ودوليا ً، حيث عبرت معظم قيادات هذا العالم عن تضامنهم مع إيران قيادة وشعبا ولم يخلوا هذا التضامن لهذه الدول من تقديم ما يلزم من مساعدة في عمليات البحث والانقاذ فيما لو احتاجت إدارة الأزمة في طهران وهذه المواقف ما هي إلا ثمرة جهد كبير من الرئيس ابراهيم رئيسي والوزير حسين أمير عبد اللهيان القائم على تنفيذ السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، ولعل ما يهون على الشعب الايراني هو قوة ايران وصلابة نظامها.