من الواضح جدا ان نسمع الآن ونقرأ في الصحف الامريكية ما سربه محيطون بالوفد او بسكرتير مجلس الامن القومي الاميركي يتحدثون عن صدمة وشعور باليأس من اجابات اسرائيل على ما طرحه سوليفن حول تطبيع العلاقة مع السعودية طرح المعادلة التالية نحن سنجلب لكم التطبيع مع السعودية بكل الحليب والعسل الذي يرافق هذا التطبيع مقابل ان توافقوا على اقامة دولة فلسطينية تبحث تدريجيا وعلى مهل ومن خلال مشاركات شبيهة بتلك التي شاهدناها في مؤتمر مدريد واوصلت الاطراف الى يأس وكراهية لما يدور لانه كان مضيعة من الوقت استخدمتها اسرائيل لجعل الفلسطينيين يتيقنون من ان اسرائيل لا تريد السلام .
والامر هنا ليس الرغبة وليس القرار الداخلي وليس القرار المسبق فما قاله شمعون بيرس وزير الخارجية آنذاك من ان لا احد يوافق في اسرائيل على اقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة او حتى كما قال بن غفير اليوم شكلية حتى الشكلية بن غفير يرفضها وكان يتحدث وهو امام قبة الصخرة ويقول يجب ان ناخذ هذا المكان هذا المكان لنا وليس لهم في ظل هذه الحرب التي سفكت دماء الاطفال فيها حرب ابادة وحرب تجوبع في ظل هذه الظروف يقوم وزير الامن الاسرائيلي باقتحام الاقصى ومطالبة اليهود بالهجوم على الاقصى لاحتلاله فهم يمهدون الطريق لمزيد من المجازر وسفك الدماء و هم يريدون الحرب في كل مكان ولا احد منهم يريد السلام فالقرار الاسرائيلي شئنا ام ابينا هو قرار امريكي والقرار الامريكي هو قرار اسرائيلي
فمن ناحية يلعب هذا الثعلب العجوز بايدن لعبة الجزرة والعصا فهو يقول انه لن يرسل قذائف محرمة دوليا لاستخدامها في حروب قد تقتل مدنيين فيها ثم يعود يقول سنرسلها بمليار دولار وليس ب800 كما طلبت اسرائيل اي زاد الكمية كذلك كلما يأخذ موقفا يصوت ضده في الامم المتحدة ومجلس الامن ويستخدم الفيتو ضد اعتبار فلسطين دولة فاعلة الامم المتحدة ويصوت بالفيتو ضد وقف اطلاق النار اي انه مع سفك الدماء في قطاع غزة وقتل المزيد من المدنيين الكل يعرف انه عندما نقول معارك غزة هذا يعني ان طائرات ال اف 15 والاف 35 تقصف يقذائف من وزن 500 و 800 والف الى 2000 طن قنابل صنعت من طين وشبك وزنك 350 الف منزل هدمت على رؤوس الاطفال قتل حتى الآن 38 الف فلسطيني وهنالك قرابة 15 الف لم ينتشلوا من تحت الركام قتل هؤلاء ومعظمهم من الاطفال والنساء بفضل قذائف جو بايدن وطائرات جو بايدن .
فالقصد من هذا الكلام ان بايدن يكذب من اجل مصالحه وان نتنياهو يكذب من اجل مصالحه وعلينا ان نقول هنالك احتمال احتمال نرجو ان لا يكون حقيقيا بان السعودية تركض وراء مصالحها وربما تكون مصلحة حيوية من مصالحها ان تتمكن من سحب جزء من اموالها دون ان تعرقل الولايات المتحدة ذلك حسب وضع الولايات المتحدة ورغبتها في تحجيم تحرك السعودية ومساهمتها في بناء مجتمع عربي متقدم صناعيا وزراعيا وان تقود السعودية العالم العربي عبر مشاريع مشتركة للتنمية عبر الاحتلال او الاذلال كما تفعل اسرائيل .
والخطورة هنا ان القمة العربية التي عقدت في المنامة صوتت الى جانب الدعوة لعقد مؤتمر دولي لا باس المؤتمر الدولي هو اداة من ادوات تحقيق العدالة ان كان هنالك تخطيط سليم وحسابات سليمة وتحركات سليمة وتكتيكات سليمة لا تمكن الولايات المتحدة من تفسير اي فاصلة او نقطة في اي وثيقة من الوثائق كما تريد هي وليس كما يريد النص كما تم التفاهم عليه ، فكل هذا صحيح ولكن نريد ان نؤكد مرة اخرى ان علينا اولا ان نجعل من كل هذه التكتيكات والمناورات والالاعيب والكذب شيئا مفضوحا مفضوحا تماما اي لا مجال لتفسيره بالشكل التالي.
فعندما نقول دولة فلسطينية مستقلة تفسره الولايات المتحدة واسرائيل كما تشرح لها الولايات المتحدة ومسئولوها امثال مستشار الامن القومي الاميركي سوليفان لانه يشرح كما تريد كصالح اميركا ومصالح اسرائيل ولا يشرح كما يشرح للسعودية حول المشروع فللسعودية يقول ان الدولة الفلسطينية كما طلبتم ستكون هي مقابل التطبيع هذه هي الصفقة اما بالنسبة لاسرائيل فلا يقول هذا بل يقول انتم عليكم ان تقبلوا الشكل الآن ثم نخوض نحن بالتفاصيل لاحقا .