يبدو أن السعودية ومعها كل الدول الخليجية عازمة على عدم الإذعان الكُلي للمطالب والابتزازات الامريكية الغربية الصهيونية بشأن علاقاتها بإيران وتمضي هذا الدول بوتيرة لا بأس بها للإفلات من هذه الهيمنة، وبالذات هيمنة و ابتزازات ما تسمى بالحماية العسكرية الامريكية، كما وتحرص أمريكا على تغذية وإبقاء الخلاف الخليجي الإيراني مستعرا وتسميم العلاقات بينها دائما ليتسنى لها ( أمريكا ) بالتالي مواصلة نهب ثروات الشعوب وإضعاف قدراتها لمصلحة إسرائيل واستنزاف طاقاتها فيما بينها البين منذ الحرب العراقية الإيرانية (سياسة الاحتواء المزدوج) .
ومرورا بحرب الخليج الثانية وغزو العراق والتآمر على سورية ولبنان وحتى اليوم. فهذا السيد/ أنور قرقاش، مستشار الرئيس الإماراتي يقول معلقا على مستقبل العلاقات الخليجية الإيرانية المستقبلية: (إشارات إيجابية بين دول الخليج وإيران تعكس رغبة مشتركة بتعزيز العلاقات وخفض التصعيد بالمنطقة، بدءا من الحضور الخليجي الواسع في جنازة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي إلى التصريحات البناءة المتبادلة بشأن سياسة حُسن الجوار)،مضيفا: (ان فرصة قد تكون تاريخيّة يجب البناء عليها بما يخدم استقرار وازدهار المنطقة).
من جانبه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الذي ظلت علاقة بلاده بإيران متوترة منذ سنوات قال (نتطلع لعودة العلاقات الدبلوماسية والتاريخية مع إيران وأن لا يوجد هناك سببا لعدم إعادتها بما يعكس عمق الروابط الثقافية التاريخية العريقة بين الشعبين، وينعكس إيجابياً على تعزيز السلام والعيش المشترك وتبادل المنافع في منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة)،مردفا: (نريد لأهل البحرين محبّة إيران ولهم تاريخ مع إيران وهناك زيارات أيضا إليها، ونصبوا إلى أن تتطور الحياة والتنمية والتجارة بصورة إيجابية).
من جانبها بعثتْ السعودية برسائل ايجابية لإيران بهذا الصدد متعهدة بمواصلة تعميق العلاقات بين البلدين وطي ملفات الخلافات الشاىكة والمعقدة بالمنطقة ،وبالذات ملف الأزمة اليمنية لينعكس ايجابا على الداخل السعودي الذي يتلمس طريق إنجاز مشاريع وخطط اقتصادية واجتماعية طموحة ،فآخر تلك الرسائل تمثلت بوصول وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الأربعاء الماضي، إلى العاصمة الإيرانية طهران لتقديم العزاء والمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي.
فالسعودية التي تمثل حادي العيس الخليجي هي من تقود هذا التقارب الخليجي مع إيران بغية تبريد التوترات بالمنطقة وتفويت الفرص أمام قوى الغطرسة والاستعمار الغربي، والتفرع للصالح العام لشعوب المنطقة،برغم التبرم الأمريكي.. فتتصدى السعودية للضغوطات الأمريكية الغربية والتي كان آخرها ضغوطات الانضمام لما يسمى بحراس الازدهار بالبحر الأحمر لمواجهة الحركة الحوثية (انصار الله اليمنية) التي تشن منذ أشهر هجمات صاروخية لا هوادة فيها ضد السفن والمصالح الإسرائيلية بالبحرين الأحمر والعربي وآخرها الهجمات التي بلغت البحر المتوسط.
فواشنطن تمارس ضغوطا على السعودية من اجل التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، ومحاولتها تخريب تفاهات التسوية بين الرياض وصنعاء التي تشرف عليها الأمم المتحدة بوساطة عمانية والتي بلغت مراحلها الاخيرة وتنتظر التوقيع،بحسب مصادر مختلفة. ومع ذلك هناك قناعة واعتقاد راسخين أن العجلة الخليجية بإصلاح ما افسده ودمره ونهبه الغرب الاستعماري الخبيث بالمنطقة لن تعود الى الخلف وستحقق مبتغاها، وسيُهزم الجمع: الغربي الأمريكي الصهيونية وتنتصر الشعوب العربية .