بسام ابو شريف
لا شك ان هنالك اتفاق بين نتنياهو وترامب فبعد فوز ترامب في الانتخابات مقابل ان يدعم نتنياهو من خلال اتصالاته السرية بالجالية اليهودية واغنياء الجالية اليهودية في الولايات المتحدة لدعم ترامب مقابل ان يقوم ترامب باعطاء اسرائيل ما تريده من حيث البند الاول ” توسيع رقعة اسرائيل ” وهذا يعني على الاقل ضم الضفة الغربية كيهودا والسامرة لاسرائيل.اي ان مراهنة نتنياهو على فوز ترامب تعد مجازفة بالنسبة للآخرين لكن ترامب يعرف ان نتنياهو خبير بشؤون الولايات المتحدة فقد عاش هناك وتعلم وتوظف في البداية واصبح مندوب اسرائيل في الامم المتحدة وهو المدلل وهذا لقبه لدى اغنياء الجالية اليهودية في الولايات المتحدة وله تأثير كبير على كيفية صرف المساعدات او التبرعات للحملات الانتخابية للكونغرس الاميركي
ففي الوقت الذي فاحت فيه رائحة كذب نتنياهو وخداعه واللعب على حبلين فيما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة واجاباته على اسئلتها وكذبه عليها تماما كما كذب على وزرائه بهدف اطالة فترة الحرب واطالة مدة رئاسته للحكومة وابعاد محاكمته على كل ما اقترفه داخليا من فساد وافساد وحتى لا يحاكم على هذا اذا خرج منتصرا كما يدعي هو على ضوء مخططه وعلى ضوء المذابح والمجازر التي يرتكبها يوميا باوامر صادرة منه شخصيا لضرب المواقع المدنية والمساكن والقرى والمخيمات والتجمعات السكنية المدنية في كل من قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان ككل ليس جنوبا فقط ليس الضاحية الجنوبية فقط وليس البقاع فقط وليست بعلبك فقط بل كل لبنان اصبح مستهدفا باوامر نتنياهو لقتل وذبح وجزر المدنيين اطفالا ونساء ورجالا.
لقد كشفت الوثائق التي فقدت من مكتب نتنياهو وسلمت مرة اخرى لمكتبه على انها وجدت والتحقيق لم يصل الى نتائج بعد لكن مصادر موثوقة تؤكد ان من وزع تلك المسروقات من مكتب نتنياهو وسربها لخارج مكتبه هو نتنياهو نفسه بحيث يعلم الجميع يعرف ذلك وسار بالامور كما يريد هو وليس كما يريد بايدن او كما يريد الآخرون خاصة رئيس الاركان ووزير الدفاع الذي اقاله ومدير الشاباك الذي كان يشارك في المفاوضات حول وقف اطلاق النار طوال الوقت .
فهذه الفضيحة حشرت نتنياهو عكس ما كان يتمنى واطبق عليه هذا المستوى من العسكريين اي مدراء الاجهزة الامنية كالشاباك والموساد وكذلك رئيس الاركان ووزير الدفاع غالانت الذين اثاروا تلك القضية التي حدد عنوانها وزير الدفاع المقال .فوزير الدفاع المقال اعتبرها جريمة وطنية ولذلك طلب محاكمة الامر على انه جريمة وطنية وبما ان الامور بدأت تشير الى ان نتنياهو هو الذي امر بتسريبها خارج مكتبه فقد خشي ان تدور الدوائر على رقبته وان يحكم الحبل عليها وان تصبح جريمته التي سيؤاخذ عليها ويحاكم جريمتين وليست واحدة
شعر نتنياهو انه في دائرة يعتصر فيها اعتصارا وتحكم على رقبنه تلك الحبال التي لا شك في صدق احكامها على رقبته على اسس ثابتة وعلى اسس تحقق منها الجميع على انها حقائق وان نتنياهو تلاعب وكذب على الرأي العام والحكومة والولايات المتحدة وافشل صفقات التبادل التي وصلت الى حدود الاتفاق الكامل كما تقول حماس الآن في بياناتها من ان الاتفاق الكامل الذي توصل اليه الجميع في يونيو الماضي.واتخذ نتنياهو القرار القرار الذي يفصل من مواقع النفوذ والقرار كل هؤلاء الذين يعارضونه وكل هؤلاء الذين يرمون التهم في وجهه رغم انهم على وجه حق الا انه يريدهم ان يكونوا كاذبين كما هو رئيسهم نتنياهو وان يتبعوا كذبه كما يقول هو.
فالانقلاب هو ازالة كل من هو مسؤول عن جهاز امني او عسكري ومن هو مسؤول في الرتب العليا العسكرية عن شن الحرب او عدم شنها واستهداف المدنيين او عدم استهدافهم و استمرار القصف على المدنيين في غزة او عدم استمراره وكذلك جنوب لبنان والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية بكل اقسامها وفروعها .وبالنسبة لنتنياهو كل هؤلاء المسؤولين عن هذه الامور هم “جواسيس اميركا “هكذا اتهم نتنياهو وزير الامن غلانت قبل اقالته .وان الجهة التي تعارض نتنياهو وتتهمه الآن بارتكاب الجريمة الوطنية واحكامها واضحة بالنسبة للمحاكم الاسرائيلية. فهؤلاء اصبحوا جبهة معادية لنتنياهو يريد التخلص منها فورا .وهذا الامر سيزيد من صلاحيات بن غفير كوزير امن في مناطق محددة كالضفة الغربية والقدس ليشعلوا النار اكثر على صعيد الصراع بين الشعب الفلسطيني وقوات الاحتلال كما يجري يجري وسيجري من صراع واشتباكات عنيفة في كل مكان من شمال الضفة الغربية وجنوبها .