بغداد.. البقع الخضراء قد تختفي!

الكاتب: علي رضا

تزايدت في الآونة الاخيرة، ظاهرة تهدد مستقبل الزراعة في العراق، اذ تشهد مناطق اطراف العاصمة بغداد، عمليات لتجريف البساتين وتحويلها الى مناطق سكنية بنمط المدن.
فمنطقة الدورة التي تطل على الشاطئ الغربي لنهر دجلة وتحيط بها بساتين نخيل كثيفة لم تسلم من ذلك، حيث تم تجريف ما يقارب (12) بستاناً فيها وهي خطوة يحذر منها المختصون في الاقتصاد.
ويقول الخبير الاقتصادي يوسف العاني ان "عمليات التجريف تهدد المستقبل الزراعي في البلاد، لذا على الجهات المعنية ان تتحرك من اجل ايقافها ومحاسبة ممن يقومون بذلك".
ويكمل حديثه ان "وفقاً للمتابعة بصدد هذا الموضوع لاحظنا تدمير 12 بستانا في منطقة الدورة لتتحول الى قطع زراعية لغرض الاستثمار وبالتأكيد ان هذه العمليات تقف خلفها جهات سياسية".
وانتشرت هذه الظاهرة بعد عام 2003 مع غياب الاجراءات الادارية الرادعة فضلا عن تنامي أزمة السكن التي أجبرت الكثير من المواطنين على اللجوء إلى الأراضي الزراعية لرخص أثمانها مقارنة مع الأراضي السكنية النظامية داخل المدن.
ويذهب الخبير الاقتصادي محسن عبدالرضا في الاتجاه نفسه، قائلاً "ان غالبية هذه العمليات يتم تنفيذها من قبل أصحابها لتحويلها الى أراض سكنية وهذا ينذر بكارثة بيئية واقتصادية للأسف هذه البقع الخضراء التي تعد مثابة رئة للتنفس تتحول الى مباني قد لا تعود بفائدة على المواطن".
فيما ذكر فلاح الساعدي صاحب محل عقار في بغداد ان "هناك اقبال واسع على شراء قطع اراض زراعية لان زيادة عدد السكان و كبر الاسرة قد دفعت بالكثير من العوائل لبيع منازلها في المدن الرسمية و شراء قطع اراضي زراعية في اطراف المدن"
ودفع هذا الامر الى قيام الخبير القانوني حيان الوائلي بنقد الجهات المعنية لعدم جديتها في تطبيق القوانين الرادعة لأصحاب البساتين ومنعهم من تجريف بساتينهم.

Facebook Comments

Comments are closed.