مبابي "بطل الحروب الباردة" في باريس

تحول كيليان مبابي، نجم باريس سان جيرمان ومنتخب فرنسا إلى "بطل الحروب الباردة"، في الأشهر القليلة الماضية، حيث يصاحبه الكثير من الجدل والإثارة.

وزادت شعبية مبابي مع مرور الوقت، وتوحش نفوذه وتأثيره تحديدا منذ تجديد عقده مع النادي الباريسي حتى صيف 2025.

تحدثت وسائل الإعلام الفرنسية عن صلاحيات كبيرة لمبابي مقابل إقناعه وإغرائه بتجديد عقده مع بي إس جي، الذي تدخل به رئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون، ليمنع المهاجم البالغ من العمر 24 عاما من الانتقال إلى ريال مدريد.

ومنذ تلك اللحظة، بقت سيرة كيليان مبابي مرتبطة بالعديد من الأزمات التي تشبه الحروب الباردة، يستعرضها  في هذا التقرير.

نيمار وميسي

كانت ضربة بداية الأزمات، تسريبات الصحف الفرنسية بشأن مطالبة مبابي إدارة النادي بالاستغناء عن نيمار، وعرضه للبيع ضمن هيكلة المشروع الرياضي الجديد.

تأثر النجم البرازيلي بما تردد في هذا الشأن، وبدت العلاقة بينه وبين مبابي متوترة للغاية، وظهر ذلك واضحا في تسابق الثنائي على تسديد ركلة جزاء في مباراة مونبيلييه بالدوري الفرنسي.

وانتهى النزاع بإعلان كريستوف جالتيه مدرب الفريق، بأن كيليان مبابي سيكون المتخصص الأول في تسديد ركلات الجزاء، ليكسب مبابي هذه الجولة ضد زميله البرازيلي.

من جانبه، رد نيمار على جميع المشككين في قدراته، وتحسنت حالته البدنية كثيرا، وظهرت بصمته واضحة على مستوى التهديف والتمريرات الحاسمة.

كابوس المونديال

تعامل مبابي بهدوء شديد مع كابوس خسارة نهائي كأس العالم أمام زميله ليونيل ميسي، الذي كان شاهدا على استفزازات وسخرية الحارس الأرجنتيني إيمليانو مارتينيز من مبابي.

حرقت فئة من الجماهير الفرنسية علم الأرجنتين وقميص ميسي مع بي إس جي، بينما حصل مبابي على إجازة سلبية تزامنت مع عودة ليونيل ميسي للتدريبات، بعد الراحة التي حصل عليها بعد الفوز بمونديال 2022.

هنأ مبابي زميله ميسي في ملعب لوسيل بالفوز بلقب كأس العالم، لكنه لم يقف في ممر شرفي رفقة باقي زملائه لتكريم (ليو) في مقر تدريبات النادي الباريسي.

لاعب أم مدرب؟!

تولي كريستوف جالتيه المسؤولية في بداية الموسم الجاري، وانطلق بي إس جي تحت قيادته بنتائج قوية وأداء فني مميز.

إلا أن مبابي فجر قنبلة جديدة بعد إحدى المباريات بقوله إنه يشعر بالارتياح باللعب مع منتخب فرنسا أكثر من الفريق الباريسي، لأن ديديه ديشامب مدرب (الديوك) يعتمد على رأس حربة صريح، وهو ما يفتقده الفريق الباريسي.

أحرج كيليان مدربه وإدارة النادي علنا عبر وسائل الإعلام، وبدأ الحديث عن رغبته في الرحيل، اعتراضا على سياسة النادي في فترة الانتقالات.

ومع الضجة المثارة، اضطر جالتيه لاحتواء الأزمة بقوله "مبابي محق فيما يقوله، نحتاج رأس حربة صريح، لكي يتحرر باللعب على أطراف الملعب".

لم يكتف المدرب الفرنسي لإرضاء مبابي بذلك، بل قام كريستوف جالتيه مع الوقت لتغيير خطة الفريق من (3-4-3) التي كانت تمنح أفضلية هجومي لظهيري الجنب أشرف حكيمي ونونو مينديس إلى (4-3-3) و(4-4-2) لتأمين الثلاثي الهجومي بكثافة عددية في وسط الملعب.

أزمة الشارة

فوجئ الكثيرون بإعلان كريستوف جالتيه، مدرب بي إس جي، أن مبابي سيكون القائد الثاني للفريق بعد فوز كاسح ببطولة كأس فرنسا.

زاد الموقف اشتعالا بما كتبه برسنيل كيمبيمبي، مدافع سان جيرمان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بتأكيده أنه لم يبلغه مسؤولو النادي بهذا القرار، بل علم به من وسائل الإعلام.

ويثبت هذا الموقف، وجود حالة من الاحتقان المكتوم بين نجوم باريس سان جيرمان، لوجود لاعبين أقدم من مبابي مثل كيمبيمبي وفيراتي، أو أكبر منه سنا وخبرة مثل نيمار وميسي وسيرجيو راموس.

Facebook Comments

Comments are closed.