إنجازات الجيش الذي لا يقهر: ذبح الأطفال قتل النساء قصف المساجد والكنائس

للكاتب خالد شـحام

إن المرء ليقف بدهشة بعد  وقفاته مع الألم والقهر والمكابدة حيال الجرائم التي يرتكبها الأمريكان وجندهم الصهاينة داخل غزة ، دهشة ممزوجة بالاستنكار والغضب والتساؤل عن حقيقة النفس البشرية  التي تصر وتلح في القتل والفتك وانعدام الانسانية بهذا المستوى المتفوق من الجريمة ، هل من المعقول أن حجم العملية الفلسطينية البطولية تسبب بهذا المكافىء الاسرائيلي الذي فاق كل جرائم التاريخ قياسا للمساحة والكثافة ؟ هل من المعقول أن هؤلاء لم يكتفوا بمشاهد القتل الشامل لكل شيء حي وجامد  ؟ ألم تَروِ تعطشهم الأرقام اليومية المرعبة  من الشهداء الفلسطينين ؟ هل من المعقول أن جينات  الرئيس بايدن والعصابة الاوروبية لا تزال تحمل شهوة القتل  منذ مجازر الهنود الحمر والقارة الجنوبية  وجاءت غزة لتلبي وتشبع هذا التعطش القديم  ؟

فضمن سيل مقاطع الفيديو الذي تدفق عقب عملية طوفان الأقصى وارتداداتها التابعية التي يمكن الاطلاع عليها في مواقع الضياع الاجتماعي ، تم نشر مقطع صغير لمتدين يهودي شرح فيه نصف النظرية المطلوبة لحل  الأسئلة السابقة بكل بساطة ،وما قاله  الرجل المتدين ذي الجدائل :(لا توجد رحمة ، قد تظن أنك رحيم بطفل ولكنك لست كذلك ، هذا الطفل سيكبر ويقتل ، العقيدة التي سيكبر معها أسوء من عقيدة والده ).فهذا الحديث ليس مفردا ولا حالة عابرة ، حيث يمكن العثور على امثاله في عشرات المقاطع والتوثيقات من كبار المسؤولين الصهاينة الذين يشرحون لكم بالضبط طبيعة معتقداتهم وايمانهم .

لقد تمكنت سلسلة الأحداث المتفجرة من توليد سلسلة  تابعة من الحقائق وتثبيتها على الأرض ، فالصهاينة اليوم كشفوا للعالم وأكدوا حقيقة الفكر والعقيدة التي يحملونها والتي تقف وراء هذه الجرائم الفظيعة المرعبة والتي لا تقف عند الفلسطينين وحدهم ،والولايات المتحدة تبين أنها دولة مارقة تفتقر لأدنى درجات ومعايير البقاء والديمومة الحضارية التاريخية وذلك بانحيازها وسلوكها الاجرامي الذي منح جندها الصهيوني ممارسة هذه الفظائع المروعة ، أوروبا تحولت فجأة إلى دولة بوليسية وتشلحت بسرعة من رداء الأناقة الديموقراطية  والتعددية وأصبحت تعتقل وتطارد وتعاقب أي شخص يظهر دعمه أو تأييده للقضية الفلسطينية.

فإذا وضعنا جانبا عِظم الألم الناجم عن الوحشية الأمريكية -الصهيونية في غزة ونظرنا إلى فداحة الخسائر لهذا الفريق فسوف نجد الكثير لنتكلم عنه ولو بشكل جزئي بعكس ما يحاول القصف الوحشي أن يقوله  ، فبالإضافة إلى الجرح الدامي الذي صنعته المقاومة الفلسطينية في وجه النظام العالمي الجديد (الممثل بدويلة الكيان ) فقد قدم هذا النظام صورته الوحشية والكاذبة والزائفة وتشلح من عرى الحضارة وبسرعة قياسية وهذه الفضائح سوف تلاحقهم إلى أبد الدهر وتكون السبب الرئيسي لسقوطهم .قبل  العام 2006 كانت دبابة (الميركافا) الصهيونية تمثل درة الصناعات العسكرية الصهيونية وعقب  حرب تموز ومسح هيبة الميركافا بالأرض على يد مقاتلي حزب الله تناقصت مبيعات الميركافا وتحولت الى منتوج لا يعول عليه ولا يشتريه الا الأغبياء .

 وخلال سنوات كورونا وحوافها السفلية قدم الكيان نفسه على شكل مستشار امني وخبير تقني في التجسس ونظم المعلومات وصناعة الشرائح الذكية  وتحول برنامج بيجاسوس الى بُعبع خفي يرعب السياسيين والمعارضين ومنح دولة الكيان السمعة العالمية وبدأ التهافت عليه وعلى خدماته ليرفع من أسهم الصهاينة كقوة سيبرانية لا يُستهان بها ، ثم  جاءت عملية  طوفان الاقصى لتنسف كل جبل الكذب هذا وتكشف اللثام عن ضعف وهزال هذه الدعاية الهائلة وفضيحة منظوماته السيبرانية ،ومع دخول العدوان على غزة يومه الرابع عشر يثبت هذا العدوان سقوط فرضية الجيش الأقوى لأنه تحول إلى الجيش الأشد جبنا  والأكثر نذالة و وحشية بعملياته  بقتل الأطفال والنساء وقصف المشافي ودور العبادة  .

إن طوفان الاقصى لم تضرب الميركافا وبيجاسوس وسائر تفاصيل الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لدويلة الكيان  بل زلزلت كل الهيكل ومنتوجاته وتبعاته وتهاوت سمعته واسقطت ادعاءات واحة الديموقراطية والانسانية  وَشلَّت القدرة الاقتصادية في مجال الصناعات الدقيقة والبرمجية والسياحة وعطلت مطاراته وتسببت في توليد فكرة الهجرة العكسية من هذه  (البلد) التي لا أمان فيها في أي لحظة.وليس خطأ أن رصيد المقاومة من السلاح يتناقص وخطوط الإمداد قد أغلقت ولكن الكيان كذلك فكلفة كل يوم حربي تصل الى مئات الملايين من الدولارات وتدعيم هذا الاقتصاد يتطلب ضخ الاموال بالمليارات لتعزيزها.

Facebook Comments

Comments are closed.