الصمود الأسطوري الذي شكلته سوريا منذ عقدين من الزمن في وجه حرب عالمية شنت عليها بقيادة الولايات المتحدة واداتها الرئيسية إسرائيل وبريطانيا وفرنسا وتركيا وقوى أخرى انضوت تحت لواء واشنطن رغم ادعاء واشنطن بانها تحاربها مثل داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية ، مرت فترات سيطرت فيها هذه القوى مجتمعة على معظم الأراضي السورية بما فيها محيط دمشق وسيطرت على حدود سوريا مع لبنان وسيطرت على حدود سوريا مع الأردن وسيطرت على حدود سوريا مع العراق واحتلت بشكل كامل شمال شرق سوريا وارسلت المجموعات الإرهابية لنسف وتدمير الأهداف والجيش العربي السوري .
وتكفي هذه الشهادة للجيش العربي السوري وقيادة سوريا الرئيس بشار الأسد للبرهنة على لسان الأعداء بان كل جهودهم وحربهم العالمية على سوريا لم تنجح بل فشلت فشلا ذريعا وان أصاب سوريا ضررا كبيرا والما كبيرا وجوعا كثيرا وعطشا وسرقة لكل ثروات سوريا حتى قمحها يسرقونه ليجوع الشعب السوري .ولا ننسى هنا الدور الخسيس والاجرامي الذي لعبته تركيا تارة باطماعها باحتلال ارض سورية وضمها لتركيا وتارة تحت ستار محاربة الإرهاب لكنها في جميع الأحوال كانت تساند كل هؤلاء المرتزقة الإرهابيين الذين يسعون لتنفيذ المخطط الصهيوني الأميركي وهو تقسيم سوريا وتمزيقها وتحويلها الى امارات تحكمها الولايات المتحدة من خلال عملائها واكثر من ذلك تحكمها إسرائيل من خلال عملائها أيضا .
الا ان دور بشار الأسد والقيادة السورية وصمود الجيش العربي السوري ووقوف الشعب السوري صامدا رغم الجوع وقلة الدواء ورغم الفقر صمد الشعب السوري تخت قيادته ليصدى لهذه الحرب وجيوشها وينتصر عليها بصموده فقط .والانتصار كان بالصمود ومنع الانكسار ومنع قوى العدوان من تحقيق أهدافها لا نقول هنا ان القيادة السورية والجيش السوري والشعب السوري هزم العدوان والمعتدين ما زالت هناك قوى محتلة للأراضي السورية ويجب التخلص منها وتحرير الأرض ما زالت ثروات سوريا تنهب يوميا وقمحها ينهب يوميا ويجب التخلص من ذلك وتحرير ثروات سوريا وقمحها لتعود للشعب السوري .
ان هذا الصمود الأسطوري الذي شكلته هذه الثلاثية القيادة السورية والشعب السوري والجيش السوري هذه الثلاثية بصمودها منعت انتصار الأعداء ووضعت لهم حدودا بدأ العمل على ازالتها تمهيدا لطرد الغزاة وتحرير الأرض كاملة واحسن الرئيس بشار الأسد بحكمته بالتصرف أولا بالتحالف الاستراتيجي مع روسيا ثانيا بالتحالف مع قوى المقاومة العراقية وبين هذه وتلك تقف العلاقة الاستراتيجية التحالفية بين سوريا وايران والتي قادها بشار الأسد بكل حكمة وصبر هذه العلاقة هي التي مدت الجيش العربي السوري بما يلزم للصمود تمهيدا لاعادة بناء القوات وتحديث سلاحها .
وهذا الامر ساهمت به موسكو مساهمة كبيرة ولقد تصرف بشار الأسد بحكمة كبيرة عندما سمح بإقامة قاعدة بحرية لروسيا لان في ذلك حماية لسوريا ودفاعا عنها وفي الوقت ذاته يعد ذلك تثبيت وتجسيد هذا التحالف الاستراتيجي بين سوريا وروسيا كون القاعدة البحرية هي الملجأ الوحيد للاسطول الروسي في البحر المتوسط بعد ان منعت دول عربية كثيرة الاسطول الروسي من الرسو في موانئها ، حيث شكلت قاعدة رميميم مركزا مهما أولا لمن بما يسمى بالمصالحة السورية وثانيا بتوجيه الدفاعات الجوية وثالثا بمد الجيش العربي السوري بما يلزمه من تحديث للسلاح الدفاعي والتصدي للطيران الإسرائيلي .
ولم يتم التاكد بعد من نوعية سلاح الدفاع الجوي الذي زود الجيش العربي السوري به لكننا نقول مع اتساع رقعة الحرب في اكرانيا واطالة مدتها وانشاء معسكر كامل لمواجهة معسكر الولايات المتحدة وعملائها على امتداد العالم اجمع لا بد من تنفيذ كلام الرئيس فلاديمير بوتن عندما قال في قانون وقعه ووافق عليه البرلمان الاتحادي الروسي ان على روسيا تزويد حلفائها وتحديث أسلحتهم بما يلزم لمشاركتهم الفاعلة في هذه المعركة من اجل خلق عالم جديد متوازن عالم متعدد الأقطاب تحكمه القوانين الدولية وليست مزاجية الهيمنة الامريكية ، كان لا بد من ذكر ذلك باختصار شديد لنصل الى النقطة المركزية وهي دور سوريا في هذا المحور المقاومة الإقليمي ضد العدو الصهيوني الذي يحتل أراض عربية منها الجولان السوري والجولان الفلسطيني وفلسطين كاملة واراض من جنوب لبنان والآن يتمدد هذا العدو بفعل تطبيع بعض الأنظمة العربية .