التوتر التركي الأميركي .. تداعيات ونتائج

للكاتب رنا العفيف

تتسع رقعة الخلافات بين أنقرة وواشنطن ، وبين أردوغان وبايدن ، إزاء التفجير الذي طال شارع استقلال في اسطنبول ، إضافة لأسباب عدة تحمل الكثير من تراكم السياسات الخاطئة فيما بينهما وتبادل الإتهامات حيال هذة المسألة ، لا سيما التداعيات السلبية لدعم واشنطن للمنظمات الإرهابية في الشمال السوري ، وتأثيرها على الأمن القومي التركي ، وكذا رفض تركيا قبول التعزية ، ووصفها بالقاتل ؟ ما خلفيات رفض قبول التعزية الأميريكية لأنقرة ، وما هي الرسائل التي تريد إيصالها لواشنطن ،فما انعكاس ذلك على الدولتين ؟

وعقب تفجير شارع استقلال في اسطنول ، وكشف السلطات التركية هوية منفذة العملية ، تبين أنها تلقت تعليمات من المقر الأبرز للقوات الكردية المدعومة أميركيا ، بعد أن تم القبض عليها ، بينما الفصائل الكردية نفت هذا ، وفي أتهام واضح للولايات المتحدة ، قال رجب طيب أردوغان أن مساعية التحكم في تركيا وشعبها عبر الإرهاب لن يحقق هدفها ، هذا التوتر التركي الأميركي ، لا أعتقد أنه سيقف عند هذة الحدود ، لطالما اتهام أنقرة لواشنطن بحماية ودعم الإرهاب في اسطنبول ، وإنما ربما سيكون على مستوى السياسة لكلا الدولتين ، وستكون هناك مرحلة جديدة كان وزير الداخلية التركي قد لوح بها ، عندما وصف الولايات المتحدة بالقاتل الذي يحضر إلى مسرح الجريمة أولا ، وهذا له أسباب وأدلة .

وهذه الاتهامات التركية ربما تنعكس سلبا على أنقرة وواشنطن ، من خلال كلام وزير الداخلية التركي الذي حمل معه رسائل للجانب الأميركي ، برفض التعزية التي وجهتها السفارة الأميركية لأنقرة ، على خلفية دعمها للإرهاب في الشمال السوري ،إذا أردت تركيا إيصال رسالة من خلال هذا الهجوم بأبعادها السياسية وبعضا منها أمنية، مع رفع مستوى التوتر والإتهام غير مبطن لواشنطن ، بالرغم من أن العديد من المراقبين والمحللين الأميركيين رأو أن هذا الكلام هو جزء من الصورة الكبيرة وما يعلمه بعضهم هو فقط خلافات بين الطرفين ، وأن العلاقة بينهما لم تكن مستقرة ، كما أعتقد اخرون أن هذة الإتهامات المتبادلة هي نتيجة لهذة الخلافات .

 ولكن ما حصل في حقيقة الأمر ، هو خطأ السياسة التركية والأميركية المتراكمة ، أدت بنتائج عكسية لها ارتدادات وانعكاسات على مشغليها ، ونتيجة حتمية لما هو متوقع بعد أن قامت تركيا والولايات معا بدعم الاعمال الإرهابية  في سورية ، التي  تعمل على تشريد الناس من موطنهم في مناطق الشمال السوري ، لقد قامت الولايات المتحدة بدعم الإرهاب تحت ذريعة محاربة داعش عن طريق عدد من المنظمات الارهابية التي حمل ذات الإيدلوجيات المشتركة ، لا سيما أنهم كانوا ينفذون عمليات مشتركة في أغلب المناطق السورية التي حررها الجيش العربي السوري من براثن الإرهاب ، وكانوا يسعون لتأسيس دولة كردية من خلال تنظيم إرهابي ليس فقط في الداخل التركي وإنما في شمال سوريا ، كل هذا كان على مرأى أعين الولايات المتحدة ولكن أبت أن لا تصغي لهذة الأعمال الارهابية.

أما خلفية الرفض الحقيقية لهذة التعزية ، تتعلق بمسأل الخلافات الحاصلة بينهما ،قبل وبعد تنفيذ الهجوم الدموي أو التقسيم الدموي ،سواء على الصعيد المحلي أو الأمني ، فكما لاحظنا هناك فجوة كبيرة تتسع بين تركيا وواشنطن إزاء ما يتعلق بمسائل خلافية،منذ لحظة وصول جوبايدن إلى البيت الأبيض كان هناك تباعد وجهات نظر بينه وبين أنقرة ، كما كان للرئيس التركي أوردغان انتقادات لاذعة ، حيال موقف واشنطن المعارض للعمليات العسكرية التركية في الشمال السوري، ودعمه المستمر للجماعات الإرهابية ، ولا ننسى رد تركيا كان انذاك الفيتو على انضمام السويد وفلندا إلى حلف الناتو بسبب دعم التنظيمات الكردية واحتضانها .

 فدعم بايدن لأثينا ومد جذر بحر إيجا بالتسلح ، ولا سيما الكثير من الخلافات المتراكمة بصفقة الطائرات أف ٣٥ وأف ١٦ ، عدا عن الملاحظات الاميركية ، وماألت إليه الوساطة التركية مع روسيا بأزمة أوكرانيا ، هذة أحد الأوجه أو الصفعة التركية للولايات ضمن العلاقات مع أنقرة،وبالتالي تداعيات سلبية كثيرة انطلاقا من العلاقات ورفض العمليات المتعلقة بالشمال السوري وصولا إلى التموضع الأمريكي الداعم للخصم اليوناني ومضامين تسلح الجذر المحادية للحدود التركية ، وما وصلنا إليه من دعم للإرهاب كلها أزمات لا يمكن لكل من الدولتين أن تتنازل وهذا ما سيقلب بعض المواقف السياسية فيما بينهم وقد نرى لهجة أكثر احتداما مما عليه ضمن أطر التوتر التركي الأميركي.

مقالات ذات صلة