لماذا تستمر أمريكا في خداع العرب لصالح إسرائيل؟

للكاتب  بسام روبين

بات من الواضح أن السياسة البريطانية هي المحرك السري للسياسة الأمريكية والقدوة لها ،وهنالك محاولات أمريكية وبريطانية حاليا لعسكرة المنطقة العربية وإعادة إستعمارها  من جديد مستفيدين من الأخطاء والمشاكل التي واجهت كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا أثناء فترة إستعمارهم للدول ،وبالرغم من أن العرب يؤمنون بأنه لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين إلا أننا أمام أمريكا وبريطانيا ما زلنا ندفن رؤوسنا في الرمال ونصبح فريسة سهلة لهم يصطادونها كيفما شاءوا.فمنذ اتفاق أوسلو التي أشرفت عليه  وأدارتها أمريكا بين العرب وإسرائيل ،ونجحت في خداع العرب منذ ذلك التاريخ وحتى الآن .

فقد قدمت لإسرائيل سلسلة من الهدايا العربية ولم تقدم للعرب شيئا سوى إدارة محلية على جغرافيا متقطعة ومنقوصة السيادة والأمن، وقد تخلل ذلك إجبار بعض الدول على بناء علاقات طبيعية مع إسرائيل مقابل لا شيء في خطوة أعادت القضية الفلسطينية إلى الوراء ومنحت إسرائيل فرصا في المماطلة والإلتفاف على الإتفاقيات الدولية ،وبدلا من أن تقوم أمريكا كونها الراعي للأتفاق بمحاسبة إسرائيل ومعاقبتها وإجبارها للإلتزام بالإتفاقيات نراها تقدم لهم هدية من لا يملك لمن لا يستحق فأصدرت قرارها بتهويد القدس وضم الجولان ونقلت سفارتها إلى القدس الشريف في تحد صارخ للإتفاقيات ولكرامة العرب وتحاول أمريكا بين فترة وأخرى إظهار خلافاتها مع إسرائيل .

 وفي واقع الحال فان هذه الخلافات هي خلافات مدروسة ومتفق عليها لتحصيل مكتسبات وتنازلات إضافية من العرب لصالح إسرائيل ولنا في الموقف الأمريكي والبريطاني بعد طوفان الأقصى عبرة لكل من لا يعتبر فلولاهما لما تمكنت إسرائيل من قتل أطفال ونساء وشيوخ غزة ولما قتلت الصحفيين وموظفي الأمم المتحدة ،ولما أصرت على تنفيذ مخطط الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وقد إستخدمت أمريكا الفيتو ضد أي قرار كان يحاول وقف إطلاق النار في رسالة واضحة وتحد واضح للعالم بأنها مصرة على قتل الأطفال والمستضعفين في الأرض وانتهاك حقوق الإنسان .

وها هي تسعى لخداع العرب من جديد بعد رفض حكومة المتطرفين لأي مشروع سلام عربي شامل ينتج دولة فلسطينية مستقلة ونرى كل من أمريكا وبريطانيا وهما يتبادلان الأدوار كقوة إستعمارية  فهم يفضلان ويستسهلان قصف اليمن وقتل اليمنيين الأحرار بدلاً من وقف إطلاق النار في غزة فشروط القوات المسلحة اليمنية كانت واضحة وإنسانية ،وهي وقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات مقابل السماح للسفن الإسرائيلية بالمرور بسلام ولكن أمريكا وبريطانيا يحاولان تضليل العالم كعادتهم وشيطنة القوات المسلحة اليمنية بينما هم لم يعتدوا على أي سفينة غير إسرائيلية .

لذا فان  السلوك الأمريكي والبريطاني المخالف للقانون الدولي هو من عطل الملاحة الدولية ووسع دائرة تهديد الملاحة وشكل خشية للسفن من الإبحار في هذه المنطقة بعد هجومهم على اليمن الشقيق لصالح إسرائيل. وعلى الساسة العرب أن يكونوا حذرين من استمرار وتعاظم خداع هاتين الدولتين ومعهما فرنسا وألمانيا النازية والتي لم تخفي عنصريتها وانحيازها لإسرائيل حتى أمام محكمة العدل الدولية  وعلى العرب وبدلا من قلب الصفحة مع أمريكا وبريطانيا أن يغيروا ذلك الكتاب الذي أجبرنا على القراءة منه.

 فهنالك كتبا أخرى اكثر عدالة بلغات عالمية عملاقة يمكن التركيز عليها والتحالف معها لخلق توازنات جديدة تضع حدا للغطرسة الأمريكية والبريطانية وتفشل المشروع الإستعماري الذي يرتكز على عسكرة المنطقة العربية واستعمارها بأساليب جديدة ونحن مطئطئين الرؤوس خلف من قتلوا أطفالنا ودنسوا المسجد الأقصى، وها هم مستمرون في خداعنا لتحقيق مكاسب جديدة وتحويل هزيمتهم إلى نصر مصطنع بتنشيط خلايا التجسس والعملاء.

مقالات ذات صلة