بايدن وترامب.. مناظرة في التكاذب..  وثورة الشارع قادمة

للكاتب بسام ابو شريف

من شاهد  الحوار التاريخي بين مرشحي الرئاسة في الولايات المتحدة بين الرئيس بايدن والرئيس الاسبق دونالد ترامب يرى بان مطرقة ترامب انهالت على رأس بايدن فانهكه وحوله الى اضحوكة غير قابلة للتصديق من قبل ابسط الاميركيين. واستخدم ترامب قضايا حساسة للمواطن الاميركي على سبيل المثال عندما قال لبايدن لقد دمرت نظام الضمان الاجتماعي الاميركي وهذا الامر مهم لكل مواطن امريكي في شيخوخته او تقاعده او انقطاعه عن العمل واتهمه بانه انفق الاموال على اكرانيا دون ان يشير بل لمح تلميحا ان تلك الاموال صرفت هباء وانه  دفع مليارات الدولارات من دافعي الضرائب الاميركيين  لاوكرانيا أي افسد بالمال مجموعة كبيرة من الضباط والوزراء.

 ولكن لا احد سأل من بقي من الفاسدين ليتناول الاموال كانت تلك المطرقة اقسى المطارق التي استخدمها ترامب ضد بايدن الذي تلعثم وتحدث عن بوتن مجرم الحرب فأجابه ترامب بكل بساطة لقد هاجم بوتن وشن الحرب لان في مواجهته كان شخص ضعيف ولو كنت انا لما قامت الحرب بل لوصلنا لاتفاق وفي هذا اشارة الى الاتفاق الذي كان قد وقع زورا وبهتانا مع روسيا واستخدم غطاء لتسليح هذه العصابة المسلحة النازية الجديدة التي تحكم اكرانيا. وان اشير الى المرة الوحيدة التي اتى فيها الرئيس بايدن على ذكر الشرق الاوسط وذكر حماس وذكر مقترحه لوقف اطلاق النار وحاول بذكره هذا المثل ان يقارن بين الوضع في اكرانيا والوضع في قطاع غزة وكانت هذه اكبر كذبة لجأ اليها بايدن .

فقد قال بايدن نحن لا يمكن لنا ان نسمح لحماس لان تستمر على موقفها الرافض لوقف اطلاق النار ( وهذه كذبة كبرى اذ ان الولايات المتحدة تحاول ان تخدع الرأي العام العالمي والرأي العام الاميركي وتغطي موقف الانظمة العربية السائرة في فلك الادارة الاميركية حول ماذا يعني وقف اطلاق النار في اقتراح الولايات المتحدة او في اقتراح الرئيس بايدن الذي هو صياغة اسرائيلية صهيونية وقع في بيته الرئيس بايدن على انه اقتراحه الشخصي كرئيس للولايات المتحدة وكانت المقاومة فطنة وذكية عندما اعلنت انها توافق وتؤيد الاسس العامة التي استند اليها الاقتراح وهي وقف الحرب وانسحاب الجيش الاسرائيلي وعودة المهجرين والنازحين والذين اجبروا على مغادرة ركام بيوتهم في المخيمات في المناطق الشمالية الى رفح التي تدك الآن دكا رغم الكلام حول صيانة حياة المدنيين …

وفي اللحظة الراهنة التي تحدث فيها بايدن عن موقف حماس كانت اسرائيل تقصف بالمدفعية والذخيرة الاميركية الثقيلة التي تزن 500 رطل فما فوق تقصف خيام النازحين الذين اجبرتهم على النزوح من شمال القطاع الى رفح ودخلت رفح ولا ندري بأي منطق تواجه القيادة المصرية هذا الاحتلال الاسرائيلي ليس لأراضي القطاع بل لأراض مصرية على الجانب الآخر من بوابة رفح او مينائها البري اي منطقة فيلادلفيا ان القوات الاسرائيلية تقوم بهجمات مكثفة بالدبابات والطيران والبحرية والمدفعية على الاراضي المصرية ونرى صمتا رسميا مصريا واكراه للجماهير العربية في مصر على عدم الخروج للتعبير عن موقف رافض لاحتلال الاراضي المصرية وراغب في دعم واسناد  المقاومة الفلسطينية.

وهكذا كشف بايدن المؤامرة التي حاكتها اسرائيل مع بايدن والتي وقعت في شباكها قطر وهددوا كما جاء في الانباء القيادات الفلسطينية حماس بمغادرة قطر او قطع المساعدات ان هي لم ترضخ وتقبل بما عرضه بايدن ، الآن على القيادة المصرية والقيادة القطرية ان تفهما ان ما يحاول بايدن فرضه على الفلسطينيين هو الاستسلام للاستعمار الاسرائيلي مرة اخرى والسماح لاسرائيل بإعادة احتلال غزة وبقاء الجيش في قطاع غزة وعدم عودة الفلسطينيين الى منازلهم بعد تهجيرهم قسرا ، وان التراشق الذي تم  بين الرئيس الحالي والرئيس الاسبق بالنسبة للقضية الفلسطينية قد لا نجد فيه فرقا كبيرا في ولاء اي رئيس أميركي للصهيونية ولاسرائيل ولن ينسى ان ترامب هو الذي اهدى الجولان لاسرائيل ونقل السفارة الى القدس واعلن القدس عاصمة لاسرائيل .

فهم  يكذبون وان  التراشق بين ترامب وبايدن وتوجيه كلمة كذاب من رئيس لآخر   وشتائم لا سابق لها بين رئيس اسبق ورئيس حالي يتنافسان على الرئاسة القادمة، يجب ان يعلم الجميع وخاصة الفلسطينيين انه لا يوجد شيء لهم في شباك الادارة الامريكية الا اذا فرض عليها ذلك فرضا وينظروا الى ما جرى في افغانستان وما فعلته الولايات المتحدة بعد خروجها من افغانستان ونهبها افغانستان قبل ذلك وما جرى في فيتنام التي رغم كل محاولات الولايات المتحدة استقبلت بوتن بالترحاب كونها كشفت كذب الولايات المتحدة حول اعادة تعمير فيتنام التي دمرتها الولايات المتحدة بطائرات البي 52 .

مقالات ذات صلة